أوباما يصل إلى الرياض غداً لـ"طمأنة الحلفاء"

27 مارس 2014
تباعد المواقف لا يفسد التحالف (أرشيفية:فرانس برس)
+ الخط -

يصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى الرياض غداً الجمعة للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة وصفها مسؤولون أميركيون بأنها لـ"طمأنة الحلفاء".

وستكون هذه الزيارة الثانية للرئيس الأميركي إلى الرياض بعد قمة عقدت في يونيو/حزيران 2009 خلال أول زيارة للرئيس الاميركي للمنطقة استهلها بالسعودية قبل أن يلقي خطابه الشهير في جامعة القاهرة. ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن الزيارة الحالية تأتي في ظروف استثنائية هذه المرة، بعد ثلاث سنوات على اندلاع الثورات العربية، وتباين في المواقف بين واشنطن والرياض حيال إيران وسوريا، ومصر ما بعد انقلاب 3 يوليو/تموز.

وأكدت مصادر سعودية رفيعة المستوى أن الرئيس الأميركي سيبحث في الزيارة التي ستستمر حتى السبت المقبل، ملفات عدة يأتي في مقدمها الملف السوري وسبل دعم المعارضة، ودور طهران وملفها النووي، وقضايا الإرهاب والملف المصري والتطورات في العراق ولبنان وقضية السلام في الشرق الأوسط.

وكانت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، قد ذكرت مطلع الأسبوع الجاري أن أوباما سيعرب خلال زيارته للسعودية عن التزامه أمن الخليج، مؤكدة أن هذا اللقاء يأتي ليثمن الشراكة والعلاقة الثنائية المهمة التي تجمع البلدين، والتي يتطلع الرئيس الأميركي من خلال اجتماعه مع الملك عبد الله إلى تغطية العديد من القضايا، التي تهم البلدين ومتابعة التعاون الأمني والتبادل الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.

وأكدت رايس أن سوريا ستكون من موضوعات النقاش، كذلك الحال بالنسبة لإيران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى التأكيد من خلال هذه الزيارة على العلاقة مع السعودية وإيجاد طرق لتعزيزها، مشددة على أن واشنطن لديها التزام أمني تجاه شركائها وحلفائها في المنطقة.

بدروها، أشارت مصادر أميركية، من دون أن تؤكد ذلك، إلى أن الزيارة ستبحث في السياسات الخليجية المشتركة، في إطار العلاقات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة بدول الخليج العربي.

ولفتت ذات المصادر إلى أن الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من انهاء الإدارة الأميركية "مراجعة شاملة" لسياستها حيال سوريا، وشاركت فيها مختلف الاجهزة السياسية والاستخبارية والعسكرية.

واستناداً إلى المصادر فإن النقاشات لم تؤد إلى "تغيير جذري" في مواقف واشنطن، وخصوصاً من حيث عدم التدخل العسكري المباشر في سوريا، او اعطاء الضوء الأخضر لدول طلبت موافقة واشنطن على تزويد المعارضة بأسلحة نوعية.

ولم تمنع الأزمة في أوكرانيا، التي كانت محور اهتمام الإعلام الأميركي، تناول محللين وخبراء، طوال الأسبوع الجاري، أبعاد الزيارة، على اعتبار أنها تأتي في ظل ما سمته "خلافاً علنياً نادراً" بين واشنطن والرياض اللتين تجمعهما علاقات وثيقة منذ أكثر من 76 عاما.

وكان مسؤول الاستخبارات العسكرية السعودي السابق الأمير تركي الفيصل قد ذكر خلال اجتماع في موناكو منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن سياسات أوباما أفقدت الثقة لدى حلفائه.

ووصلت ذروة الأزمة بين البلدين مع تخلي واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري بعد مذبحة الكيماوي في الغوطتين الشرقية والغربية في 21 أغسطس/ آب الماضي، تلاها نوفمبر/ تشرين الثاني توقيع اتفاق مبادئ بين دول (5+1) وبين إيران في جنيف بشأن برنامجها النووي.

وتردد في أوساط ديبلوماسية أن السعودية أبدت انزعاجها من السياسات الأميركية، من خلال رفض عضوية غير دائمة في مجلس الأمن بإعلانها ذلك رسمياً في أكتوبر / تشرين الأول 2013.

ولفتت الصحافة الأميركية إلى أن زيارة أوباما للرياض، تأخذ طابعاً استثنائياً لأن النفط لن يكون محوراً في موضوعها، ولا صفقات التسلح.

وكانت وزير التجارة الأميركية بِنّي بريتزكر، والتي زارت السعودية في 11 من الشهر الجاري، قد أكدت أن العلاقات بين البلدين تتجاوز ما هو أبعد من قضايا التجارة والأعمال، مشددة خلال لقائها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز أن التحالف الاستراتيجي بين البلدين لا يتأثر بأي متغيرات إقليمية.

ولا يُنظر إلى قمة الرياض على أنها مسألة ثنائية، إذ إن بلداناً كثيرة في الشرق الأوسط تترقب ما ستسفر عنه من قرارات وتفاهمات.

المساهمون