أنقرة وواشنطن تصدقان على خريطة طريق مشتركة لمنبج السورية

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
04 يونيو 2018
583E3675-AF06-4603-BB5F-9E5A8EB48D20
+ الخط -

صدّق وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، ونظيره الأميركي مايك بومبيو، خلال الاجتماع الذي عقداه، اليوم الإثنين، في مقرّ الخارجية الأميركية بواشنطن، على خريطة طريق لمنبج السورية، وأكدا الالتزام بتنفيذها، على أن يتم "وضع جدول زمني لها".


وبحسب البيان المشترك الصادر عن الاجتماع، والذي أوردته وكالة "رويترز"، فإن الوزيرين ناقشا مستقبل التعاون في سورية، وخطوات ضمان الأمن والاستقرار في منبج، واتفقا على عقد اجتماعات أخرى لحل القضايا الثنائية الحالية.

بدورها، أفادت الخارجية التركية، في بيان، بأن "جاووش أوغلو التقى نظيره في واشنطن، حيث تناول الطرفان المخاوف المشتركة والتعهدات المتبادلة، إذ جرى تبادل الآراء في ما يتعلق بقضايا المنطقة، وأظهرا عزمهما مكافحة الإرهاب بكل حزم".

وأضافت الخارجية أن "الوزيرين تناولا اجتماع مجموعة العمل الخاصة حول منبج وإعادة الأمن والاستقرار إليها، في ضوء المصالح المشتركة في سورية، والتوصيات المقدمة في خريطة الطريق. وضمن هذا الإطار، وافق الوزيران على خريطة الطريق، مع تأكيد تنفيذ التعهدات في تطبيقها ومتابعة التطورات الميدانية عن قرب، ".

وفي الوقت الذي لم تكشف فيه وزارة الخارجية التركية عن أي تفاصيل تتعلق بخريطة الطريق، فإنها أكدت أن "الوزيرين اتفقا على استمرار عمل مجموعة العمل الخاصة من أجل حل القضايا العالقة بين البلدين، في حين انتقل الوزيران إلى اجتماعات مجموعة العمل حول قضايا العدل والمواضيع الأخرى".

وعقب الاجتماع، الذي استمر قرابة الساعة، قال جاووش أوغلو، في كلمة له خلال اجتماع مع رجال أعمال أتراك وأميركيين، إن مباحثاته الثنائية مع نظيره الأميركي "كانت مثمرة جدا"، معربًا عن أمله في وقوف الولايات المتحدة إلى جانب بلاده في مكافحة منظمتي "العمال الكردستاني"، و"جماعة الخدمة" (تصنفهما تركيا على أنهما إرهابيتان)، مبينًا أنه "سعيد بإحراز تقدم ملموس، إذ كان لقاء مثمرا وناجحا".

ولاحقاً، اعتبر جاووش أوغلو أنه "من غير المقبول أن تدعم الولايات المتحدة المسلحين الأكراد بعد محادثات اليوم في واشنطن"، موضحاً أن بلاده "ستنسق مع واشنطن لتشكيل إدارة محلية في منبج"، وأن "خريطة طريق منبج ستنفذ في مناطق أخرى بسورية أيضاً".

وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي إنه ناقش أيضا مسألة صواريخ "إس-400" الروسية وطائرات "إف-35" الأميركية خلال المحادثات في واشنطن، مؤكداً أنه "لا تأجيل ولا إلغاء لمشتريات طائرات إف-35" من الولايات المتحدة.

وكان جاووش أوغلو، قد صرّح في تغريدة له على "تويتر"، بعد انتهاء محادثاته مع بومبيو، بأنه بحث مع الأخير خريطة الطريق الخاصة بمنبج في شمال سورية، والصراع السوري، والتطورات الإقليمية إجمالًا.

ونقلت قناة "إن تي في" الخاصة عنه قوله إنه يتوقع نتائج ملموسة، في ما يتعلق بقضية المليشيات الكردية.

إلى ذلك، أعلنت أنقرة أنها قررت مع الولايات المتحدة "وضع جدول زمني لانسحاب المسلحين الأكراد من منبج".

وقال متحدث باسم الحكومة التركية، إنه سيتم وضع كل الخطوات حيز التطبيق وفق تقويم محدد، معرباً عن أمل أنقرة "بأن تفي حليفتنا الولايات المتحدة بما يقتضيه الاتفاق من تنفيذ للقرارات المتخذة في إطاره".

وكانت مصادر دبلوماسية تركية قد صرّحت لـ"الأناضول"، في وقت سابق، بأن المباحثات بين الوزيرين الأميركي والتركي استغرقت حوالي ساعة، وتركزت بشكل كبير على وضع خريطة طريق حول منبج شمالي سورية.

كما تناولت أيضاً تسليم الداعية التركي فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة.

ووصل الوزير التركي، أمس الأحد، إلى واشنطن، للقاء نظيره الأميركي بهدف بحث ملف مدينة منبج، وحسم مصيرها، لا سيما بشأن وجود عناصر مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تصنّفها أنقرة منظمة إرهابية.


وبعد اجتماع تقني في أنقرة بين وفد من الخارجية الأميركية ومسؤولين أتراك، أكد الجانب التركي، أنّ التوافق تم بين الطرفين بشأن خريطة الطريق التي سيتم اتباعها في منبج، معلناً أنّ المقاتلين الأكراد سينسحبون إلى شرق نهر الفرات، الأمر الذي نفاه الجانب الأميركي.

ويأتي الاجتماع بين جاووش أوغلو وبومبيو، اليوم الإثنين، في وقت دقيق لجهة تطورات الملف السوري، وتحديد نقاط وقف الاشتباك، وسط التوافقات الجارية بين الدول الفاعلة من جهة، وفي وقت تشهد فيه العلاقات التركية- الأميركية، عدم ثقة وتجاذباً بين الطرفين من جهة أخرى، لا سيما في ظل اعتبار أنقرة، أنّ واشنطن لم تفِ بتعهداتها، حيال منبج.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.