فبعد كلمة مؤثرة للسيدة باولا، والدة جوليو ريجيني في برلمان إيطاليا، قالت فيها إن ما حدث لابنها لم تشهده إيطاليا منذ الحقبة الفاشية، نشرتها صفحة "إيطاليانو عربي" مصحوبة بالترجمة للعربية بعد يومين، وقالت فيها إن شرور العالم كله وجدتها في وجه ابنها، الذي لم تتعرف سوى على طرف أنفه منه، واعتبرت في كلمتها أن علاقة ابنها بالنقابات العمالية هي مشكلته، حيث يكرهونها في مصر، التي تعتبر حادثة مقتل ريجيني فيها ليست فردية مثل عندنا، وفقاً لكلماتها.
ويبدو أن والدة خالد سعيد، والذي قضى بالطبع نتيجة التعذيب من الأمن المصري، وكانت قضيته من أسباب قيام ثورة يناير، تلقفت كلمات باولا، لترد عليها "كلنا جوليو ريجيني"، وقالت في كلمتها التي نشرتها صفحة الناشطة سالي توما على فيسبوك: "بعزي أم الشهيد ريجيني، وبقولها حاسة بيكي وبآلامك، زيّ ما أنا لغاية النهاردة بتعذب علشان خالد، وأنا بشكرك جدًا علشان بتهتمي بقضايا التعذيب في مصر، كملي مشوار ابنك، وربنا يقدّرك عليهم يا رب، والله ما عارفة أقولك إيه، لأن اللي أنا حاسة به صعب أوصفه، ربنا يصبرك ويصبّرنا ويصبر كل أم شهيد".
وبالطبع رسالة مثل هذه تؤكد أن ريجيني مثل خالد سعيد، هو ضحية تعذيب جهاز أمني، وهي الرسالة التي أرعبت النظام، فأطلق أذرعه الإعلامية على والدة من اعتبره البعض أحد أسباب تفجير ثورة يناير.
وانطلق أحمد موسى مباشرة لاتهامها بالتحرك التآمري ضد البلد، من خلال أيد خارجية، ولم يوضح في برنامجه "على مسؤوليتي"، من هي تلك الأيادي الخارجية، مؤكدا أنها "أكيد مش طالعة من دماغها تقول الكلام ده ..هي يعني تعرف أم ريجيني منين؟ كانوا مع بعض في المدرسة؟ لأ طبعا"، ونفى موسى أي علاقة للداخلية بقتل ريجيني: "هي لو الداخلية اللي قتلته الدولة هتخبي ليه؟"، وهو ما يعتبر اعترافا منه بقتل الداخلية لخالد سعيد، وهو ما ينفيه أصحاب نظرية مؤامرة يناير مثل موسى.
أما على مواقع التواصل، فانطلقت اللجان الإلكترونية تكمل ما بدأه موسى وغيره، من الهجوم وتخوين أم خالد، وشتم ثورة يناير، في حين تساءل البعض عن سر اختفائها هذه الفترة بعد أن كانت ضيفة على برامج "التوك شو" في عهد الرئيس مرسي، ولم تتذكر ابنها مع كل حالات القتل والتعذيب التي حدثت لمصريين معارضين، ولم توجه لهم رسالة مثلما فعلت مع والدة ريجيني، بينما رأى بعضهم فيها رمزا لثورة يناير، وإحياء لذكرى خالد سعيد، وأجواء الثورة من جديد.
فرجل الأعمال أشرف السعد، والهارب إلى لندن بسبب قضايا توظيف الأموال، والحاضر دائما للتطبيل لكل الرؤساء وآخرهم السيسي، علق قائلا: "في ناس عبيطة وهبلة كاتبة على صفحاتها ان روجينى سيكرر ما فعله مقتل خالد سعيد، ورب الكعبة لو اتقتل خمسين مليون خالد سعيد ماهاتشوفوها تانى"، وتساءل الكاتب معتز عبد الفتاح وقال: "والدة خالد سعيد بتقول لأم ريجيني ربنا يقدّرك عليهم.. ربنا يقدّرها على مين".
وعلى الجانب الآخر، تساءلت "المحروسة"، قائلة: "هم عايزين يحققوا مع والدة خالد سعيد بتهمة إيه؟ تخابر مع أمهات أجنبية؟"، وأصلت الصحافية ناديا أبو المجد لحالات التعذيب السابقة: "الباحث الايطالي جوليو ريجيني وتعذيب حتى الموت ... خالد سعيد وسيد بلال وعشرات ماتوا من التعذيب، والصحفي رضا هلال الذي اختفي تماماً".
ولقب عمار مصطفي بكري بـ "الباز أفندي" وقال: "الباز أفندي خلص تخوين الرجال وبدأ في تخوين النساء: أم خالد سعيد صاحبة أجندة خارجية! منافق طبال حسبي الله ونعم الوكيل فيك"، وانتقدت سمية والدة خالد سعيد التي شككت من قبل في قتلة ابنها وقالت: "أم خالد سعيد تعزي ام رجيني! وتدعي لها. لانها تهتم بمن في حالة ابنها! وهذا ممتاز..هل علمتي الآًن من هم قتلة ابنك؟ ام لا؟".
وسخر سعيد: "الأمنجية هايجة بعد انتشار فيديو ام خالد سعيد وهي بتعزي ام روجيني وبيتهموها انها قابضة من الاخوان! طب غير الصنف مرة"، وسخر ابراهيم ونشر رابط لجريدة "اسبريسو" الإيطالية وقال: "رسمياً كلمة ام خالد سعيد منشورة في مجلة اسبرسو الإيطالية.. كده وصلت رسالتها لايطاليا كلها مش ام ريجيني بس".