في الفيّوم، يظهر الفتى المصريّ بين سنابل القمح الذهبية التي تولّدت من تلك الأرض الخيّرة. يبدو تعباً، لكنّه يمضي في حصاد تلك السنابل بمنجله. هو يتمسّك بالحصاد التقليدي الذي توارثه أباً عن جدّ، وإن أتى مرهقاً. ويمضي في الحصاد، فأمّنا الأرض تمنحنا خيراتها، والتأفف ليس بردّ فعل لائق.
"أمّنا الأرض". جميل هذا التعبير. هي أمّنا، وهذا هو الواقع. يا ليتنا ننجح في تكريمها لا بل ردّ الجميل لها. وهذا التعبير الذي يشيع في مناطق عدّة من المعمورة، يراد به بحسب الأمم المتحدة "تسليط الضوء على الترابط القائم بين البشر والأنواع الحيّة الأخرى وبين الكوكب الذي نعيش عليه جمعياً".
ولأنّ الوضع كذلك، كان "اليوم العالمي لأمّنا الأرض" الذي يُحتفى به في 22 إبريل/ نيسان من كلّ عام، لعلّنا نتوقّف ولو للحظات ونستعيد ما قدّمت لنا أرضنا وما قدّمنا نحن لها في المقابل. ويؤكد القائمون على هذا اليوم أنّ "الأرض ونظمها البيئية هي موطننا. ومن الضروري تعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض لتحقيق التوازن العادل بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأجيال الحالية والمستقبلية".
ويأتي الاحتفال بهذا اليوم العالمي ليذكّرنا بأنّ "الأرض بكلّ نظمها هي التي تمدّنا بالحياة وبأدوات البقاء". وهو كذلك "اعتراف بالمسؤولية الجماعية" تجاه أمّنا الأرض.
(العربي الجديد)