ويبقي حصول "الاشتراكي" على تفويض خجول من مندوبي الحزب نهاية الأسبوع الماضي في نهاية مؤتمرهم الذي انعقد في مدينة بون، الأمور مفتوحة على مصراعيها بعدما التمس الوسط السياسي الألماني أن لدى "الاشتراكي" نية للتشبث ببعض الملفات بغية تحقيق رغبات القاعدة الحزبية. وتتحضر تلك الأصوات وبقوة لإفشال أي ائتلاف مع "الاتحاد المسيحي" بذريعة أن التحالف من جديد مع صاحب أكبر كتلة في البرلمان وحضور ميركل المؤثر سيكلف "الاشتراكي" المزيد من الخسائر بعد أن قوضت ركائز الحزب خلال الائتلاف السابق وأصبح الحزب وقادته كظل للمستشارة الألمانية.
ومن المقرر أن ينعقد اجتماع ثلاثي أولا لقادة الأحزاب ميركل وشولتز، ورئيس الحزب "المسيحي الاجتماعي البافاري"، هورست زيهوفر، على أن يجتمع 15 من كبار ممثلي كل حزب ضمن مجموعة عمل لإجراء مداولاتهم وتكون بمثابة لجنة التنسيق والتوجيه.
وذكرت التقارير الصحفية أنه تم تشكيل 18 مجموعة عمل ومن الممكن أن تنطلق مداولاتها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبينت تقارير صحفية ألمانية اليوم أن "الاشتراكي" شكل مجموعة برئاسة زعيم الحزب شولتز، يكون دورها التفاوض في الملف السياسة الأوروبية.
والسبب في توزيع المهام وتوسيع مجموعات العمل مرده إلى أن المفاوضات باتت الآن اكثر تفصيلا وتتطلب مناقشات موضوعية والتركيز على ملفات لم تناقش بشكل مكثف مثل موضوع الرقمنة، علما أن المدة التي ستستغرقها المفاوضات لا تزال غير واضحة.
وتتحدث الأوساط الحزبية داخل "الاشتراكي" و"المسيحي الديمقراطي" عن إمكانية ولادة حكومة جديدة خلال إبريل/ نيسان المقبل، إذا ما تكللت المفاوضات بالنجاح ووافقت قاعدة "الاشتراكي" على نتائجها، علما أن تركيز الأخير سينصب خلال المفاوضات على ثلاث نقاط: لم شمل أسر اللاجئين الذين يتمتعون بالحماية، وملف عقود العمل المحددة المدة، والتأمين الصحي.
وعن موعد اختتام المفاوضات ذكرت تقارير صحفية أن لدى "الاتحاد المسيحي" رغبة بإنهائها يوم 4 فبراير/ شباط المقبل، وهذا ما يرفضه "الاشتراكي" عمليا، لأنه لا يريد أن يوضع تحت ضغط عامل الوقت، وهو ما صرحت به عضو فريق العمل المفاوض من قبل "الاشتراكي"، رئيسة وزراء ولاية ماكلنبورغ فوربومرن، مانويلا شفيسيغ، قائلة: "نريد التفاوض بشكل جيد ودقيق"، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه على أهمية السرعة مع ضرورة اخذ الوقت اللازم للحصول على نتيجة جيدة في النهاية تقنع الشعب.
من جهته، قال زعيم "الاشتراكي" شولتز، أمس الخميس، بعد مداولات داخلية، إن حزبه شكل فريق عمله دون أن يحدد مدة للمفاوضات، وانه سيفعل ما بوسعه من أجل أن تشكل الحكومة بسرعة، وهو الذي وعد مندوبي حزبه الأسبوع الماضي بمناقشات مفتوحة مع "الاتحاد المسيحي".
من جهة ثانية، تدور نقاشات داخل صفوف "الاشتراكي" عما إذا كان على زعيم الحزب شولتز أن يتولى منصبا وزاريا في حال تشكيل ائتلاف حكومي.
وظهرت موجة الرفض أخيرا إلى العلن، ويبرر معسكر الرافضين أن الهم الأساس لزعيم الحزب يجب أن يبقى منصبّا على تجديد الحزب خلال الفترة المقبلة وان يكرس وقته لان يبقى الحزب قويا ومستقلا قدر الإمكان.
في المقابل، هناك إصرار من قبل بعض قيادات الصف الأول داخل الحزب على أهمية تنحية هذا الملف جانبا الآن، وعزا هؤلاء السبب لعدم تعكير صفو المفاوضات، خصوصا أن الجميع بات يعلم أن هامش الطريق إلى تشكيل حكومة ائتلافي ضيق، والمطلوب بنتيجة المفاوضات انتزاع مكتسبات ترضي طموح أكثر من 440 ألفا من أعضاء الاشتراكي، والذين بات قيام حكومة مستقرة بألمانيا بين أيديهم.