أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف، اليوم الثلاثاء، أن عشرة مدنيين قضوا منذ بدء القتال مع قوات أرمينيا يوم الأحد بسبب منطقة ناغورنو كاراباخ المنشقة، وفق ما ذكرته وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.
وتتبادل قوات أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بإطلاق النار على مواقع حدودية وأماكن مدنية في ناغورنو كاراباخ، في قتال من أعنف ما دار من معارك منذ التسعينيات.
إلى ذلك، قالت أرمينيا وأذربيجان إنهما نشرتا مدفعية ثقيلة اليوم الثلاثاء، في أحدث جولات القتال بينهما، وفق "رويترز". وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية أنّ "القوات المناوئة" حاولت استعادة الأراضي التي خسرتها، وشنت هجمات مضادة في اتجاه مناطق فضولي وجبرائيل وآغدام وترتر.
وقالت الوزارة في بيان إنه دار اشتباك في الصباح حول مدينة فضولي، وإن جيش أرمينيا قصف منطقة داشكسن على الحدود بين البلدين على بعد أميال من ناغورنو كاراباخ.
ونفت أرمينيا هذا، لكنها ذكرت أن قتالاً دار طيلة الليل، وأن جيش ناغورنو كاراباخ صدّ هجمات من عدة اتجاهات بطول خط التماس.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إنّ معارك متفاوتة الشدة مستمرة، مصحوبة بتمهيد مدفعي من جانب أذربيجان، مضيفة، في بيان، أنّ "الوحدات الأرمينية صدّت هجمات القوات الأذربيجانية في مناطق عدة من خط التماس"، وأنّ هذه القوات تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في بعض المناطق.
وتحدثت أذربيجان يوم الأحد عن مقتل خمسة من أسرة واحدة، في حين قالت أرمينيا، اليوم الثلاثاء، إن فتاة عمرها تسع سنوات لقيت مصرعها في القصف وأصيبت أمها وأخوها.
وقد يجرّ أي صراع شامل بالمنطقة إليه القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا. وترتبط موسكو بتحالف دفاعي مع أرمينيا، بينما تدعم أنقرة سكان أذربيجان من العرق التركي.
سياسياً، بحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، التوتر بين البلدين. وأفاد بيان صادر عن المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت، اليوم الثلاثاء، بأن ميركل أجرت مكالمة هاتفية مع باشينيان أمس الاثنين، في حين اتصلت بالرئيس الأذربيجاني اليوم الثلاثاء، لبحث التطورات الأخيرة.
وطالبت ميركل الطرفين، وفق "الأناضول"، بالوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرة إلى أن منصة مجموعة مينسك هي المنصة الأنسب للحوار، داعية دول الجوار أيضاً إلى المساهمة في الحلّ السلمي للتوتر بين البلدين.
بدوره، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في مكالمة مع نظيره الألماني هايكو ماس الثلاثاء، الوضع في أذربيجان وشرق المتوسط.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية، لـ"الأناضول"، بأنّ الطرفين بحثا التطورات الأخيرة في أذربيجان وشرق البحر المتوسط. ولم تفصح المصادر عن أي تفاصيل أخرى حول الاتصال.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، بطلب من دول أوروبية، اجتماعاً طارئاً مغلقاً يناقش فيه التطوّرات في منطقة ناغورنو كاراباخ، وفق ما ذكرته مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس" الاثنين.
في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الثلاثاء، المزاعم القائلة بنقل أسلحة ومستلزمات عسكرية من إيران إلى أرمينيا.
وأوضح، في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، إن إيران تتفحص بدقة البضائع التي تمرّ عبر حدودها، مشيراً إلى أن بلاده لن تسمح بنقل الأسلحة والذخائر من خلالها. ولفت إلى أن البضائع العادية غير العسكرية ما زالت تعبر بين إيران والدول المجاورة كالمعتاد.
وأكد أن الشاحنات، التي يُزعم أنها تحمل السلاح، تنقل منتجات تجارية عادية.