كشفت دراسة وطنية حول نظرة التونسي للتمثيلية السياسية والانتخابات المحلية، والتي قدمتها، اليوم الخميس، شبكة "مراقبون" بالتعاون مع منظمة (وان تو وان) عن أن 77.3 بالمائة من التونسيين راضون على الوضع الأمني، وأن 25 بالمائة فقط من التونسيين راضون على الوضع السياسي، في حين أن 56 بالمائة من التونسيين ليست لديهم ثقة في الأحزاب السياسية وفي مجلس نواب الشعب.
وبينت الدراسة، التي أنجزت خلال الفترة الممتدة بين 28 يونيو/حزيران إلى 28 أغسطس/آب الماضيين، أن 27 بالمائة من التونسيين ليست لديهم ثقة في الهيئة العليا المستقلة للانتخاب، وأن 1 بالمائة فقط راضون كثيراً عن الوضع الاقتصادي والسياسي.
وأشارت نفس الدراسة إلى أنّ 42.3 بالمائة من التونسيين يهتمون بالسياسة، ومن بين هذه النسبة يلاحظ أن 8.3 بالمائة يهتمون كثيراً بالسياسة و34 بالمائة يهتمون بالسياسة بشكل عادي، في حين أن 40.3 بالمائة غير مهتمين بتاتاً بالسياسة و15.7 بالمائة غير مهتمين.
وقال مدير عام شركة وان تو وان، يوسف المدب، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن العينة المستجوبة شملت ولأول مرة 10 آلاف تونسي من كامل المحافظات التونسية، أي بـ(260 معتمدية و739 عمادة)، مضيفاً أن أبرز ما كشفته هذه الدراسة أن 64.3 بالمائة من التونسيين يرون أن تونس تسير في الاتجاه الخطأ، وأن 25 بالمائة فقط يرونها في الطريق الصحيح، لافتاً إلى أنّ الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي يبين سبب نظرة التونسي التشاؤمية للوضع العام.
وأضاف المدب أنّ غياب ثقة التونسي في الأحزاب السياسية وفي مجلس نواب الشعب بنسبة 56 بالمائة تعتبر نسبة مفزعة، وتحتاج إلى إعادة تقييم من السياسيين وتغيير تعاملهم مع التونسي، خاصة وأن 5.1 بالمائة فقط لديهم الكثير من الثقة في السياسيين و14.4 بالمائة ثقة متوسطة و10.9 بالمائة القليل من الثقة، و12.9 بالمائة لا يعرفون.
وأشار إلى أن 20 بالمائة من التونسيين لديهم ثقة كبيرة في هيئة الانتخابات، وأن 27.2 بالمائة ليست لديهم ثقة تماما و25 بالمائة لديهم ثقة متوسطة، مشيرا إلى أن الثقة في هيئة الانتخابات تراجعت مقارنة بالعام 2014، حيث كانت 69 بالمائة، وذاك أمام الوضع الذي شهدته هيئة الانتخابات والاستقالات التي حصلت خلال الصيف الماضي.
وأضاف مدير الشركة أنه " رغم كل ذلك فإنه لا يوجد عزوف من قبل التونسي عن التصويت في الانتخابات البلدية القادمة، حيث أن هناك أكثر من تونسي من اثنين لهم نية التصويت في الانتخابات البلدية، وأن 34.5 بالمائة لهم نية مؤكدة للتصويت و26.1 سيصوتون و12.2 بالمائة لن يصوتوا و20.5 بالمائة متأكدون أنهم لن يصوتوا، في حين أن49.4 بالمائة سيصوتون على قائمة مستقلة و27.4 بالمائة لهم نية التصويت لقائمة حزبية و23.2 بالمائة لا يعرفون لمن سيصوتون.
واضاف المدب أن 57 بالمائة من المستجوبين يرون أن الانتخابات البلدية سيكون لها تأثير إيجابي على الجهة، في حين أن 2 بالمائة فقط يرون أن الانتخابات البلدية ستساهم في تدهور حالة البلديات.
وقال عضو "مراقبون"، محمد مرزوق، لـ"العربي الجديد" إنّ التونسي لديه وعي كبير بأهمية الانتخابات المحلية، ولكنه يرى أنه يجب منح البلديات أكثر صلاحيات مالية، في حين أن الصلاحيات الكبرى كالتعليم والصحة يجب أن تبقى في المركزيات، معتبرا أن على الطبقات السياسية في تونس أن تقرأ جيدا هذه الأرقام، وأن تعي طلبات التونسي الذي يحتاج إلى برنامج واضح ومرشحين من أبناء جهته.
وبين أن 51.1 بالمائة من التونسيين يرون أن المترشح يجب أن يعرف الجهة والواقع الذي يعيشه المتساكنون، و46.9 بالمائة له برنامج انتخابي مفيد للمنطقة و35.2 بالمائة قريب لأفكار الناخب وقناعاته و23 بالمائة عمره أقل من 35 عاماً.
واعتبر أن التشكيك في استيعاب التونسي لمفهوم اللامركزية والتصويت أمر تكذبه هذه الدراسة، مضيفا أن هناك نقصا كبيرا في المعلومات المتعلقة بالانتخابات البلدية، من ذلك التقسيم الترابي الجديد واللامركزية.