أكدت كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة save the children غير الحكومية، أن هناك أربعة أطفال سوريين من أصل خمسة يعانون من الفقر، بينما يقبع 2,7 مليون طفل سوري خارج المدارس.
وأشار تقرير أصدرته المنظمتان، أمس الخميس، إلى تفاقم العمالة بين الأطفال السوريين، والتي وصلت إلى مستويات "خطيرة" جراء الأوضاع في سورية، وحذر من أن أطفال سورية يدفعون ثمناً باهظاً بسبب فشل العالم في إنهاء النزاع.
وأوضح التقرير الذي حمل عنوان "أيد صغيرة وعبء ثقيل"، أنّ النزاع والأزمة الإنسانية في سورية، يجعلان أعداداً كبيرةً من الأطفال "فريسة للاستغلال" بسوق العمل، لافتاً إلى وجود أطفال بعمر 6 سنوات فقط في لبنان، يعملون في بعض المناطق، فيما يعمل ثلاثة أرباع الأطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم.
كما اعتبر أن "أكثر الأطفال عرضة للمخاطر، هم أولئك الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي والأعمال غير المشروعة مثل التسول المنظم والاتجار بالأطفال".
وبحسب التقرير أيضاً، فإن نصف الأطفال اللاجئين في الأردن، يعتبرون المعيل الأساسي في العائلة، أما في سورية فإن ثلاثة أرباع العائلات تعتمد على الأطفال في تأمين دخلها.
إلى ذلك، أوضح التقرير أن 75 في المائة من الأطفال العاملين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن، يعانون من مشاكل صحية، فيما تعرض 22 في المائة من الأطفال العاملين في الزراعة بالأردن إلى إصابات عمل.
ويحقق هؤلاء دخلاً يومياً يتراوح ما بين 4 و7 دولارت مقابل العمل لما يزيد عن ثماني ساعات لستة أيام في الأسبوع. وبيّن التقرير أن "الأطفال السوريين يتعرضون بشكل متزايد لمحاولات التجنيد من قبل مجموعات مسلحة، وسجلت الأمم المتحدة 278 حالة مؤكدة لأطفال بسن 8 سنوات عام 2014". وأظهرت أيضاً، أن هناك 77 في المائة من تلك الحالات تأكد فيها تسليح الأطفال واستخدامهم في القتال أو تسجيل المعارك أو أغراض دعائية"، كما أنّ هؤلاء الأطفال، يحققون دخلاً شهرياً يقارب 400 دولار".
بدوره، أكد المدير الإقليمي لمنظمة save the children روجر هيرن أن "الأزمة السورية دفعت الملايين إلى الفقر، ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة"، مضيفاً أن "الأطفال يعملون من أجل البقاء على قيد الحياة، خصوصاً مع تردي أوضاع أسرهم المعيشية، حيث يصبح الأطفال مصدر رزق أساسياً لعائلاتهم، سواء داخل سورية أو في دول الجوار".
وناشدت المنظمتان المجتمع الدولي، إعطاء الأولية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال، وتمويل المبادرات المساعدة على توفير الدخل للسوريين، وتوفير التعليم الجيد والآمن.
اقرأ أيضاً: أطفال سوريون يواجهون مشقات العمل في لبنان