أشجارٌ أغلقَت مدخل البيت

05 نوفمبر 2016
آلى حميدي / سورية - فلسطين
+ الخط -

صوت في غرفة مجاورة 
يتحدثون باختصار عن المجازفة
باختصار شديد، كأنهم مجبرون على ذكر ما لا ينبغي الكلام فيه
لا تضع في رأسك صورًا عن الموت
لا تنظر من أعلى
لن تعثر في الأسفل على مفاجأة.

لم يكن الحديث عن سقوط بلا مظلة
عن حبال غير مشدودة
عن رجل لا يتقن التسلق
بينما هو يفعل ذلك منذ عشرين عامًا
لم يكن الكلام عن امرأة ضعيفة
كما يصورونها
عن امرأة لا تستطيع أن تعبر شارعًا معتمًا
لا تستطيع أن تدفع قدمًا خارج المنزل
أن تقبض على الحب
دون أن تدفع ثمنًا باهظًا

أنا قوي
هكذا تحدث الصوت في غرفة مجاورة
إنها مجازفة
لا تضع في رأسك صورًا عن مداهمةٍ لأقوياء
عن رغبة العالم في كسر شوكتهم
عن الجذوع الكبيرة
إذ يتنافس حطابون أشداء على قطعها

أنا ضعيف
إنها مجازفة
أن أسكن طابقًا لا يلامس الأرض
ثم إني لا أستطيع الطيران
ولا أستطيع التدحرج دون أن أصاب بالخدوش
بين ركام الصخور الكبيرة
عندما يحدث الانهيار

أنا أتنفس
بينما يمكن أن يتوعدني الهواء بالتوقف
أن تغمرني غيمة لأختنق.

 

يتحدثون إليه
لم يكن الكلام عن لعبة لم تعد كما السابق
لم يكن الحديث عن صراخ توقف
عن مجانين يشتكون من كراهية الزهور لهم
من بشر يضغطون على صدورهم
ومن أشجار لا يعرفون اسمها
أغلَقتْ مدخل البيت.

لم يكن الحديث عن البيت
لأن من فيه غادروا عنوة
هكذا قيل
إنهم غادروا عنوة
رغم أن أحدًا لم يسجل حضورهم.

أنت لا تحب هذه اللعبة
أن تمسك بيد قليلة الحيلة
أن تغلق الحياة أبوابها على الكائن الصغير
وأن تفتح الحروب أبوابها.

المساهمون