أسواق المال والنفط تجني الأرباح قبل تحديد مصير الاتفاق النووي الإيراني

08 مايو 2018
محطة وقود في مدينة ميامي الأميركية (Getty)
+ الخط -
أدت عمليات جني أرباح إلى هبوط أسعار النفط والأسهم، قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بشأن مستقبل بقاء أو انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع في بداية العام 2015. 

وافتتحت بورصة "وول ستريت" على تراجع طفيف اليوم الثلاثاء، متأثرة بأداء أسهم التكنولوجيا وقطاع السلع الاستهلاكية الأميركية غير الأساسية، وسط ترقب المستثمرين قرار ترامب بخصوص الاتفاق النووي الإيراني الذي سيعلن في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. 

وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد ذكرت في تقرير اليوم، أن ترامب قرر الانسحاب وأبلغ وزير خارجيته كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا القرار، لكن المصادر الأميركية لم تؤكد الخبر.

ويرى خبراء، أنه من المستبعد تأثر السوق النفطية بالقرار على المستوى القريب، بسبب ضآلة كميات النفط التي تصدرها إيران لدول أوروبا الغربية ولا تفوق 250 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع تصديرها إلى الصين، بخاصة أن الشركات الصينية وعلى رأسها ساينوبك قد خفضت مشترياتها من النفط السعودي.

حدث ذلك في الوقت الذي منحت فيه شركة النفط الإيرانية خفضاً كبيراً في خاماتها، لكسب السوق الصينية التي لن تدخل في نطاق الحظر الأميركي في حال اتخاذ ترامب قرار الانسحاب. 

يذكر أن أسعار النفط انخفضت اليوم الثلاثاء، بسبب عمليات جني أرباح، لأن الزيادة في أسعار الخام العالمية لا تدعمها العوامل الأساسية، بقدر ما تعتمد المضاربات على عوامل جيوسياسية.

وكان مصرف "غولدمان ساكس" الأميركي للاستثمار، الذي يتاجر في النفط، قد توقع أن يكون نقص إنتاج إيران من النفط بمقدار 250 ألف برميل يومياً لمدة ستة أشهر.

وبحسب "رويترز"، فإن ذلك يدعم أسعار الخام بنحو 3.5 دولارات للبرميل، ما لم يتحرك أعضاء آخرون في منظمة أوبك ويقوموا بتعويض الفاقد.

لكن العامل الأكثر تأثيراً في أسعار النفط ليس في نقص المعروض الإيراني، بقدر ما هو التداعيات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، واحتمالات حدوث مواجهة عسكرية.

في هذا الصدد، يقول مصرف "غولدمان ساكس"، إن التوترات في دول رئيسية منتجة توجد مخاطر بفقدان إنتاج إضافي. وذكر أن هذا العامل جعله يرفع توقعاته لسعر برميل خام برنت في الصيف البالغ 82.5 دولار نحو الصعود.

يقول المصرف الأميركي، إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية إيران، وأُعيد فرض عقوبات ثانوية فإن تأثير ذلك في سوق النفط قد لا يكون فورياً وربما لا يؤدي إلى فقد صادرات بنحو مليون برميل يوميا مثلما حدث بين 2012 و2015.

ويرى المصرف، أن إعادة التوازن إلى السوق ستواجه مخاطر جيوسياسية في الأشهر المقبلة، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن تقلبات أسعار النفط ستستمر في التزايد.

وعلى صعيد أدوات الاستثمار الأخرى، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 15.97 نقطة أو 0.07% إلى 24341.35 نقطة. وانخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، بمقدار 2.37 نقطة أو 0.09% إلى 2670.26 نقطة.

وصعد الدولار لأعلى مستوى منذ بداية 2018 أمام عملات منافسة اليوم الثلاثاء، مع هبوط اليورو الذي دفع التجار إلى شراء العملة الأميركية رغم بعض المخاوف من أن تكون وتيرة صعودها أسرع من اللازم.

وارتفع الدولار نحو 4.5% أمام سلة من العملات المنافسة في ثلاثة أسابيع، مع تبدد التوقعات بأن تحذو بنوك مركزية أخرى حذو مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في تطبيع السياسة النقدية.

وواصل الدولار مكاسبه اليوم الثلاثاء، وارتفع مؤشره الذي يقيس أداءه أمام سلة عملات بنسبة 0.4% إلى 93.08، مع استمرار الأسواق في تصفية مراكز مدينة تراهن على انخفاض الدولار تكونت في الأشهر الأخيرة، مما دفع العملة الأميركية إلى الصعود على مدى ثلاثة أسابيع متتالية.

وحقق الدولار الأميركي بعضاً من أكبر مكاسبه الثلاثاء أمام اليورو والدولار الأسترالي اللذين انخفضا 0.4% و0.8%على الترتيب. ورغم صعود الدولار، ظل الين الياباني متماسكا أمام العملة الأميركية وغيرها من العملات الرئيسية بما يشير إلى استمرار حالة الحذر في السوق.

المساهمون