الأردن: الحر يرفع أسعار المحاصيل الزراعية

01 يوليو 2024
تاجر خضار في سوق بالعاصمة عمّان (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المزارعون في الأردن يواجهون تحديات بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، مما يهدد المحاصيل الزراعية ويضع الأمن الغذائي للبلاد تحت الخطر.
- الحرارة المرتفعة تزيد الحاجة للمياه وتسرع من نضوج المحاصيل، مما يؤدي إلى صعوبات في التسويق وانخفاض الأسعار، بالإضافة إلى التلف المحتمل للأزهار وانخفاض الإنتاج.
- الحكومة والمراكز البحثية مطالبة بدعم المزارعين وتوجيه الجهود نحو إنتاج أصناف تتكيف مع الارتفاع في درجات الحرارة، واتخاذ احتياطات لحماية المزارعين والمحاصيل من الآثار السلبية لموجات الحر.

يخشى المزارعون الأردنيون من تلف محاصيلهم هذا العام كلياً أو جزئياً، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات لم تعتدها البلاد سابقاً، إذ لامست في بعض المناطق، لا سيما الأغوار، 50 درجة مئوية. جاء ارتفاع درجات الحرارة مع بدء إنتاج المحاصيل الزراعية من الخضراوات والفواكه في مناطق عدة، خاصة في الأغوار، المعروفة أيضاً بارتفاع درجات الحرارة.

ويحقق الأردن فائضاً في الإنتاج من عدة أصناف من الخضار، مثل البندورة والخيار والبطاطا معظم أشهر السنة، فيما يتم استيراد بعض الكميات لتلبية احتياجات السوق من مناشئ مختلفة كالليمون والثوم وغيرهما، إضافة إلى أصناف مختلفة من الفواكه.

قال مدير اتحاد المزارعين الأردنيين محمود العوران لـ"العربي الجديد" إن درجات الحرارة ستؤدي إلى تلف كثير من المحاصيل والتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين، إضافة إلى الحاجة لكميات كبيرة من المياه لغايات الري، وهي غير متوفرة في ظل محدودية الموارد المائية، لا سيما في فصل الصيف. وأضاف أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي أيضاً إلى سرعة نضوج المحاصيل الزراعية وارتفاع الكميات الموردة إلى السوق بما يزيد عن حاجة الاستهلاك، وبالتالي عدم إمكانية تسويق كميات كبيرة منها وتلفها وانخفاض أسعارها إلى ما دون الكلف.

وأشار إلى أن محاصيل زراعية تعرضت للتلف في منطقة المفرق شمال شرق العاصمة عمّان، وخاصة البندورة (الطماطم) والبطيخ، وتمت مخاطبة وزارة الزراعة لحصر الأضرار التي لحقت بالمزارعين. وتوقع ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، مع زيادة درجات الحرارة وقلة الكميات الموردة إلى السوق المحلي، حيث تتعرض المحاصيل إلى تلف الأزهار. 

وطالب الحكومة بدعم المزارعين، خاصة مع التغير المناخي، وتوجيه المراكز البحثية لغايات دفع الإنتاج الزراعي حسب المناطق، بحيث يتم إنتاج أصناف تتكيف مع درجات الحرارة، وذلك لتعزيز الأمن الغذائي والمحافظة عليه. 

تداعيات درجات الحرارة المرتفعة

"المركز الوطني للبحوث الزراعية المزارعين ومربي الثروة الحيوانية" حذر من تأثير ارتفاع درجة الحرارة على الثروتين الحيوانية والنباتية. وقال المدير العام للمركز نزار حداد إن موجات الحر التي شهدتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، سجلت أعلى درجات حرارة في عدة أماكن حول العالم، وهي ظاهرة جاءت نتيجة لتغير المناخ وتؤثر سلباً على الناس والحيوانات والنباتات.

"المركز الوطني للبحوث الزراعية المزارعين ومربي الثروة الحيوانية" حذر من تأثير ارتفاع درجة الحرارة على الثروتين الحيوانية والنباتية


وأشار إلى أن درجات الحرارة المرتفعة جداً فوق 40 درجة مئوية يمكن أن تؤدي إلى توقف التمثيل الغذائي في المحاصيل، ويمنع ذلك نقل العناصر الغذائية، مما يكون له تأثير سلبي كبير على نمو الثمار، ويقلل بشكل كبير من قدرتها على الوصول إلى درجات النضج القابلة للتسويق.

وأكد ضرورة أخذ الاحتياطات والتوصيات اللازمة، حفاظاً على السلامة الشخصية للمزارعين، ومنها تقليل الاحتكاك مع أشعة الشمس المباشرة، ويفضل عدم التعرض لشمس الظهيرة شديدة الحرارة، مع لبس غطاء رأس فاتح اللون وملابس فضفاضة والإكثار من السوائل والفاكهة والبعد عن الأكلات الدسمة والمخللات والحلوى وغيرها. ودعا إلى تقريب فترات الري، موضحاً أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل مفرط تؤدي إلى إغلاق ثغور أوراق النبات، مما يقلل من امتصاص ثاني أكسيد الكربون ومعدلات التمثيل الضوئي، وبالتالي يتسبب في تأخير نمو النبات.

 "المركز الوطني للبحوث الزراعية المزارعين ومربي الثروة الحيوانية"، قال في بيانات حديثة إن ارتفاع درجات الحرارة مع انخفاض الرطوبة قد يؤدي إلى زيادة الإجهاد المائي في النباتات، مما يؤدي إلى الذبول وانخفاض النمو، وإن التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار يؤدي إلى اختلال الضغط عن طريق التسبب في فقدان الماء بسرعة خلال النهار، ما يؤثر سلباً على المحاصيل.

المساهمون