أسرّة الظلام

25 يناير 2016
ماجد زليلة / تونس
+ الخط -

في زمن آخر 
كنت أعتقد أن النساء 
"تفاحات الله المنظورة إلى يوم تنضج الثمرات 
وتفيض الشهوات"
لكن لأمر له علاقة بالسقوط 
والذبول 
أنكرت جاذبيتهن 
وأعلنت أنهن محض فراشات
طُردن من فدادين الورد البعيدة
ولأمرٍ له علاقة 
بالنار
والانتحار
أدركت أن الماء لا يؤثّث سوى لحياةٍ 
من المصابيح المطفأة 
حياة تحتاج جسداً ظمئاً ينزلق تحت المطر 
يتداول الجمر فماً بفم

النسوة اللاتي ينزلن في 
أواخر الليل
ليتحلّقن حول بئر قديمة 
لا يبحثن عن الماء 
بل يحاولن استرجاع
ألسنتهن الصفراء 
المدفونة هناك
ألسنة خائفة 
تخشى فضح سر الهاوية 
فلا تنطق سوى بالبلل
وبرغم الضباب
الأسود الكثيف 
إلا أنني استطعت 
رؤيتهن وأنا على منبر الالتفات 
المنهك 
وهن يصارعن الضوء
وقد مزقت أثوابهن 
ابيضّت صدورهن 
وشخصت رغباتهن

لم أفهم حينها أنهن 
بكل خصاصتهن
وضعفهنّ
كنّ يمتحنّ المطلق 
على أسِرّة الظلام.

 
* شاعرة من تونس 

اقرأ أيضاً: هل يتجدّد البدء مرةً أخرى؟

المساهمون