أردوغان مجدداً: أستقيل إذا أثبت أحد شراءنا نفط داعش

الدوحة
معن البياري
معن البياري
رئيس تحرير "العربي الجديد"، كاتب وصحفي من الأردن، مواليد 1965.
02 ديسمبر 2015
D520A657-0AD6-4B5C-A9E5-11453BB7A67A
+ الخط -
رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهام بلاده بأنها تشتري النفط من تنظيم "داعش"، وقال إن تركيا يستحيل أن تكون "متدنية الأخلاق إلى درجة أن تشتري نفطاً من تنظيم إرهابي"، مجدداً تعهده في كلمةٍ، ألقاها اليوم الأربعاء، في جامعة قطر، بالاستقالة من منصبه إذا أثبت أحد هذا الاتهام، ومطالباً من وصفهم "بالمفترين" بالأدلة على زعمهم هذا.

وجاء تأكيد الرئيس التركي، بعد أن جددت موسكو اتهامه بالتورط في ذلك. وأوضح أن تركيا تشتري النفط والغاز الطبيعي من روسيا وإيران وأذربيجان والعراق وقطر والجزائر ونيجيريا.

وأكد أردوغان حرص بلاده على ألا تتراجع علاقاتها مع روسيا، وهي العلاقات التي قال أردوغان إنها علاقات "تعاون استراتيجي، وإن تركيا معنية بتطويرها، غير أنه ليس من المقبول أن يصدر عن موسكو هذا الاتهام". 

اقرأ أيضاً: أردوغان: لم نفقد قيمنا لنشتري النفط من تنظيم إرهابي

وكان نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنتونوف، قد اتهم في وقت سابق اليوم تركيا بشراء النفط من تنظيم "داعش"، وذلك في مؤتمر صحافي في موسكو، قال فيه إن المستهلك الرئيسي لما سماه نفطاً مسروقاً من مالكيه الشرعيين سورية والعراق هو تركيا، وإن معلومات حصلت عليها بلاده تفيد بأن الطبقة الحاكمة، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذه التجارة غير الشرعية، حسب قوله.

وأفاد الرئيس التركي بأنه كان قد أبلغ نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في أثناء اجتماعات قمة قادة الدول الأعضاء في منظمة الدول الصناعية العشرين في أنطاليا، أن طائرات روسية تخرق الأجواء التركية، غير أن بوتين أبلغه أنه لا يعرف عن هذا الأمر شيئاً.

وقال أردوغان إن إسقاط المقاتلة الروسية في 24 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي ما كان إلا بعد تحذيرها طوال 15 دقيقة مع طائرة أخرى، عادت إلى الأجواء السورية التي عبرت منها، وأفاد بأنه تمت معرفة أن الطائرة روسية بعد سقوطها، وإن ما حدث كان في إطار قواعد الاشتباك، وأضاف "لم نستهدف ولن نستهدف أي بلد، ولا نريد تصعيد أي أزمة، وزيادة المشكلة لا تخدم أحداً"، وأوضح أن تركيا، في الوقت نفسه، لا تسمح بانتهاك حدودها، وعلى كل بلد مهما كانت قوته أن يحترم سيادة الدول الأخرى.

اقرأ أيضاً: إردوغان: سنتصرف "بصبر" قبل اتخاذ أي إجراءات ضد روسيا

وألقى أردوغان كلمته، وهو يرتدي عباءة قطرية موشحة، في جامعة قطر التي منحته إدارتها شهادة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة، واستمع عدد كبير من طلبة الجامعة وهيئتها التدريسية إلى الكلمة، والتي أكد فيها أن أمن دولة قطر واستقرارها من أمن تركيا واستقرارها، كما أن أمن منطقة الخليج مرتبط بأمن تركيا.

ونوه بالتطور الكبير الذي تشهده العلاقات التركية القطرية في مختلف الميادين، ووصف افتتاح مركز ثقافي تركي في الدوحة، اليوم الأربعاء، بأنه يمثل اندفاعة لهذه العلاقات. ودعا طلبة جامعة قطر إلى القدوم إلى بلاده، وتعلم الثقافة التركية، وأبدى سروره بوجود طلبة أتراك يدرسون اللغة العربية في الجامعة.

وجاءت كلمته عن عدة قضايا سياسية في الإقليم، وقال إن المنطقة تمر بمرحلة حساسة، وتعرف تحديات كثيرة، وإن تركيا على مقربة من خطوط الزلازل السياسية، حيث تجاور سورية والعراق في حدود طويلة. واستهجن أن تكون محاربة الإرهاب ذريعة لقصف المدنيين والتسبب بتهجيرهم، وهو أمر لا تقبله تركيا، ذلك أن الرضى بالظلم هو الظلم عينه.

وقال أردوغان إن نظام بشار الأسد يمارس إرهاب الدولة، وقتل 400 ألف شخص، وتسبب بتهجير وتشريد 12 مليوناً، وهو يدعم منظمة داعش الإرهابية، والتي لا علاقة لممارساتها بديننا وثقافتنا. وأفاد بأن تركيا أنفقت 9 مليارات دولار على اللاجئين في أراضيها، وتلقت 420 مليون دولار مساعدات في هذا الخصوص، وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارات لدعمها في ذلك، وليس مؤكداً إذا ما كان سيتم الالتزام بها.

اقرأ أيضاً: أردوغان: تركيا منفتحة على مشروعات لتخزين الغاز مع قطر

وأوضح أردوغان أن بلاده، على الرغم من ذلك كله ستسمر بسياسة الباب المفتوح، لئلا يبقى السوريون متروكين تحت البراميل الحارقة وتحت القصف، وستبقى تتحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه اللاجئين السوريين والعراقيين.

ووصف الرئيس التركي القضية الفلسطينية بأنها محورية، واعتبر أنه لا استقرار ما دام المسجد الأقصى حزيناً، وقال إن بلاده تبذل جهوداً من أجل فك الحصار عن قطاع غزة.

وتطرق إلى الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا، وأشار إلى أن هناك 450 ألف شخص مشردين في هذا البلد، وأن تركيا أنقذت بزوارقها لحماية الحدود 70 ألف شخص كانوا مهاجرين مهددين بالغرق في البحر الأبيض المتوسط، ودعا إلى تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا.

ذات صلة

الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.
المساهمون