أحمد شخص معوّق منتج وفعّال

17 أكتوبر 2015
حظي باهتمام أهله الذين فتحوا له دكان بقالة(العربي الجديد)
+ الخط -
تنمو في لبنان ثقافة حقوق الأشخاص المعوقين شيئاً فشيئاً. فالدمج هو الأساس في التعامل مع هؤلاء الأشخاص، وهو ما تطالب به المنظمات الحقوقية المعنية، لأنّه يؤمن لهم المساواة الكاملة بغير المعوّقين.

ومع ذلك، ما زال البعض يتعامل مع الشخص المعوّق كإنسان هامشي يشكل عالة على أهله ومجتمعه. ويترافق هذا مع سخرية كثيرين منه في الشارع خصوصاً، حيث يجبر على مدّ يده من أجل تأمين ما يسدّ به رمقه. أو يعمد أهله إلى عزله ومنعه كلياً من إظهار قدراته الكاملة. هذا التهميش يتضاعف في حالة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

لكنّ أحمد (23 عاماً) يخالف هذه الصورة النمطية. هو شخص معوّق جسدياً، تشمل الإعاقة يده اليمنى ورجله اليمنى، حظي باهتمام أهله الذين فتحوا له دكان بقالة في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت. كما كان من المحظوظين الذين أتيحت لهم فرصة تعلم مهنة في مركز "أمان" في المخيم. هناك تعلم مهنة النجارة، وصار يصنع الكراسي والجلديات. وبات يتقاضى نهاية كل أسبوع مبلغاً صغيراً كتشجيع له. ومع أنّه ليس بحاجة للمبلغ، لكنّه شكل له دفعة معنوية هائلة أشعرته قبل كلّ شيء بقيمة إضافية كإنسان منتج.

لم تولد الإعاقة مع أحمد. بل أصيب بشلل في سنّ السادسة ما أدى إلى إعاقة يده ورجله. لقي عناية كبيرة من أهله الذين انتقلوا به من طبيب إلى آخر ومن مستشفى إلى أخرى بهدف علاجه. حتى أنّه تلقى علاجاً في الولايات المتحدة الأميركية. ومع ذلك، لم ينجح أيّ علاج، خصوصاً مع عدم متابعته جلسات علاج فيزيائي كانت مطلوبة منه بهدف التحسن.

يقول أحمد: "وبالرغم من ذلك، فقد تلقيت تعليمي بما توفر لي في إحدى المدارس المخصصة للأشخاص المعوقين والتي تختص بتعليم المهن واللغات. هناك حاولت أن أتعلم مهنة النجارة فلم أنجح في ذلك".

بعد خروجه من المدرسة أنشأ له أهله دكاناً بالقرب من البيت قبل سبع سنوات. وبات يؤمن رزقه من مردوده. وبالرغم من ذلك، لم يقف طموح أحمد عند هذا الحدّ، بل بادر فور سماعه بخبر افتتاح دورات في مركز "أمان" لتعليم النجارة، إلى التسجيل.

يقول عن تجربته هذه: "التحقت بالمركز أوائل العام الجاري. وبتّ قادراً على صنع كرسي. أستخدم في العمل يدي غير المعوّقة، وأعمل بالغراء والدهان، وصنع الجلديات". ويضيف: "تعلمت في هذا المشغل الصغير والبسيط أموراً كثيرة. واستكملت ما بدأته في المدرسة المهنية قبل تركي لها".

إقرأ أيضاً: في خدمة الأشخاص المعوّقين ذهنياً
المساهمون