أحمد الخطيب.. دمُه المُعتقل

06 مارس 2017
+ الخط -

#خرجوا_الخطيب_يتعالج. تحت هذا الوسم، أطلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حملة للمطالبة بالإفراج عن المعتقل المريض أحمد الخطيب.

الحملة لاقت رواجًا كبيرًا، خلال الأيام القليلة الماضية، خصوصًا مع مشاركة مؤسسات حقوقية وإعلاميين فيها، كما أعادت الضوء مرة أخرى إلى أزمة السجناء المرضى في مصر.


الحكاية
بدأت قصة الخطيب في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، عندما ألقت قوات الأمن القبض عليه وأحالته إلى النيابة بتهمة الانتماء إلى جماعة محظورة. أحتجز أحمد على ذمة القضية لعام ونصف، ثم حكم عليه بالسجن عشر سنوات.

قبل ستة أشهر، واجه الشاب، ذو 22 عامًا، متاعب صحية مجهولة الأسباب، لكن نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لم يكن عملية سهلة أبدًا، إذ يروي الشاب، في رسالة له، قصة معاناته قائلًا:

"من فترة تعبت والدكتور قال مش معروف سبب تعبي إيه ولازم أكشف عشان أعرف سبب التعب وإيه نوع المرض اللي عندي. ولأن الإهمال الطبي جزء من ممارسات الداخلية في التعذيب، فضباط المأمورية بيتأخروا جدًا على ما بيجوا ياخدونا، فبالتالي بنتأخر على ميعاد العيادات الخارجية ونرجع السجن وكأن شيئًا لم يكن. أنا نفسي أعرف إيه سبب التعب اللي عندي. تضامنوا معايا واتكلموا عني يمكن يستجيبوا لكلامكم وأتعالج بس أتعالج مش طالب أكتر من كدا".

نجحت أسرة الخطيب، بعد ضغط، في نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، وهنا جاءت الصدمة؛ اكتشف الأطباء أن أحمد مصاب بسرطان الدم. ومنذ ذلك الحين تحاول الأسرة نقله إلى معهد الأورام لإجراء تحاليل وفحوصات استكمالية من أجل البدء في العلاج، إلا أن هذه المحاولات تتحطم على صخرة مجهولة، كما يقول شقيقه محمد في حديث خاص لـ"جيل".


مناشدات عدة
"لم نترك جهة يمكن أن نلجأ إليها لإنقاذ أحمد دون أن نفعل؛ بعثنا رسائل وشكاوى إلى النائب العام ووزير الداخلية والمنظمات الحقوقية وتحدثنا في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن أحمد لم ينقل إلى المستشفى للعلاج"، هكذا روى لنا محمد الخطيب رحلة الأسرة من أجل انقاذ أحمد.

يضيف: "لا ندري تحديدًا من يرفض نقل أحمد إلى المستشفى؛ هل هي إدارة السجن أم وزارة الداخلية أم جهة أخرى؟ أو لماذا التعنت في علاج مريض أصلًا أيًا كانت تهمته؟".

في الوقت نفسه، وجّه عدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية والإعلاميين مناشدات لنقل أحمد إلى المستشفى. ففي هذا الإطار، أطلقت منظمة النديم الحقوقية وسم #يا_تعالجوهم_يا_تفرجوا_عنهم، وكتبت الإعلامية ليليان داود: "أحمد الخطيب شاب محكوم عليه 10 سنين بسجن طرة، محروم من حقه يتعرض على طبيب. #خرجوا_الخطيب_يتعالج حقه الإنساني والدستوري #مصر".


مهند إيهاب جديد
أعادت قصة مرض أحمد الخطيب إلى الأذهان قصة الشاب مهند إيهاب، الذي توفي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد أن مر بنفس المعاناة التي مر بها الخطيب؛ فمهند الذي توفي قبل أن يتم 20 عامًا، كان معتقلًا هو الآخر وأصيب أيضًا بسرطان الدم، وعندما أفرج عنه كان في حالة صحية متأخرة ولم يجدي معه العلاج.

يجري الجدل وسط مخاوف من أن يلقى أحمد نفس مصير مهند، لذلك تنشط الحملة المطالبة بسرعة علاجه أو الإفراج الصحي عنه.

المساهمون