أسرت ظاهرة الـ "تيفو" عقول المتابعين بصورة لافتة في الوطن العربي، وباتت جماهير الأندية تتسابق تباعاً على اختراع أفكار جديدة، تظهر الوجه المشرق لها، بعيداً عن التعصب والشغب المنبوذ.
ولاقت الظاهرة التي انتشرت بشكل جميل في الوطن العربي رغم قدمها، استحسان جميع متابعي كرة القدم، لأسباب عديدة في مقدمتها أنها تعطي اللعبة الأكثر شعبية في العالم، تميزاً والأهم من ذلك، أن الظاهرة تزيد من حماسة الجماهير وتكون سبباً في انضباط سلوك بعضهم على المدرجات بدلا من إثارة الشغب أو أيّ أمور أخرى تعكر صفو أجواء المباريات خاصة الحساسة منها.
واشتهرت العديد من جماهير الدول العربية في اتقان الظاهرة، كما يحدث في المغرب والسعودية وتونس ومصر والجزائر، باعتبار هذه الدول هي الأكثر تطبيقاً لـ "التيفو" الجماهيري، ويتم من خلاله رفع يافطات صغيرة تشكل في مجموعها كلمات معينة أو رسائل مؤثرة أو صورة معينة موجهة من جمهور النادي إلى كل المتابعين.
المغرب
تعد الجماهير المغربية من أفضل الجماهير التي طبقت "التيفو" بشكل لافت للغاية، في مباريات الديربي القوية خاصة بين الرجاء والوداد، حيث رفعت جماهير الرجاء عبارات تؤكد قوة فريقها الذي تحبه، وذلك في القمة التي جرت في عام 2010، بل تكرر الأمر على مدار السنين قبل ان يصنف موقع (لا جرينتا) المتخصص بالمجال الرياضي الـ "تيفو" الذي رفعه جمهور الرجاء (كرين بويز) كثاني أفضل "تيفو" في العالم 2013، كما رفع الجمهور المنتخب المغربي قبل مباراة المغرب وتنزانيا في تصفيات أمم افريقيا صوراً أظهرت أسدا كتب بجانبه "عائدون يا إفريقيا".
السعودية
ازدهرت الظاهرة في ملاعب كرة القدم السعودية، كما حدث في مباراة الهلال والسد حين رفعت الجماهير الهلالية لوحة رائعة، أظهرت عينين غاضبتين وأمواجاً تلتف حول مدرجات ملعب إستاد الملك فهد الدولي، حيث تم إهدائها لنجم الكرة السعودية وابن نادي الهلال والمدرب السابق للفريق سامي الجابر، إضافة لتضمنها العديد من الأهداف، وفقاً للحساب الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي لجمهور الهلال "تيفو الهلال" من بينها إظهار قوة الفريق.
كما كان لمشجعي فريق النصر دور بارز في "تيفو" "النصر للأبد" حتى ان "النصراوية" ابتكروا طريقة جديدة في إحدى مباريات الديربي حيث الصقت الجماهير قصاصات صفراء على الهواتف وبدأت بالتلويح بها مع استخدام اضاءة الفلاش، فشكلت منظرا ملفتا للغاية، ولا شك أن جمهور اتحاد جدة تألقوا أيضا من خلال صور النمر الذي يمثل شعار النادي، وذلك محاكاة للخطوة التي تُقدم عليها أشهر الأندية الجماهيرية في أوروبا وأميركا الجنوبية.
تونس
ورفعت جماهير الصفاقسي التونسي خلال مباراة فريقها أمام مازيمبي الكونجولي لافتات نالت الإعجاب بطريقة منظمة حيث انتهى اللقاء بفوز الصفاقسي بهدفين لهدف في ذهاب نهائي كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم، كما تنتشر الظاهرة بطريقة لافتة في كبرى المباريات على صعيد المسابقات المحلية وكذلك مشاركات المنتخب التونسي في التصفيات الافريقية.
الجزائر
كما تميز الجمهور الجزائري في تلك الظاهرة، خاصة في المباريات المهمة للمنتخب الجزائري وآخرها في تصفيات المونديال، حيث رفعت الجماهير الألعاب النارية المضيئة كما تتسابق جماهير الأندية في أفضل "تيفو" خاصة من جماهير مولودية الجزائر ووفاق سطيف وشبيبة القبائل وإتحاد الجزائر.
مصر
برزت الظاهرة في المسابقات المحلية وفي الدوري خصوصاً وأطلق عليها اسم "الدخلة" حيث برعت جماهير القطبين الأهلي والزمالك، في اتقان الأمر، حيث غطت جماهير الزمالك مدرجاتها باسم النادي إلى جانب صورة الشعار الخاص، فيما اتقن التراس الأهلي رفع شعار
"نادي القرن" في صورة لافتة للغاية.
وكان لأندية الإسماعيلي والمصري البورسعيدي دور أيضا في اتقان ا"لتيفو"، لكن الشعارات في الفترة الأخيرة تضمنت رسائل سياسية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، ليتغير طابع "التيفو" في أغلب الأوقات.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
