أبناء المهاجرين يحتلون المقاعد الدراسية في بريطانيا

25 يوليو 2016
أبناء المهاجرين في كلّ المدارس (Getty)
+ الخط -
لا يخفى على أحد أنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جاء في الدرجة الأولى بسبب نفور المواطن الإنكليزي بالذات من المهاجرين. صوّتت الغالبية لصالح الخروج، من هذا المنطلق، أي بعواطفهم بدلاً من عقلهم كما وصفها الإعلام.

في هذا الصدد، قالت وزيرة الدولة للتعليم وشؤون المرأة والمساواة نيكي مورغان النائب عن حزب المحافظين إنّه كان من المفترض أن يفسّر حزب المحافظين قبل موعد الاستفتاء، أنّه يستحيل تفادي الهجرة التي أصبحت جزءاً من الحياة العصرية وأن يشرح عن الجوانب الإيجابية لها، لكنّ السياسيين فشلوا في التحدّث بحريّة عن النواحي الإيجابية والسلبية للهجرة، ما أدّى إلى توتّر اجتماعي وعنصري، والمزيد من الحوادث العنصرية التي تلت نتائج الاستفتاء. وأكملت أنّ بريطانيا لطالما استقبلت لاجئين ودعت الناس من مختلف أرجاء العالم إلى العمل فيها.

وبذلك، صوّت عدد لا يستهان به من الناس للخروج من الاتحاد الأوروبي لاستيائهم مثلاً من ازدحام المدارس بالتلاميذ المهاجرين، وعجزهم عن إيجاد مقاعد لأطفالهم في المناطق المحلية أو المجاورة لسكنهم.

فالبيانات الرسميّة الأخيرة تشير إلى أنّ أعداد التلاميذ من الأقليّات الإثنية تسجل ارتفاعاً يقارب 75 في المائة في المدارس الابتدائية. وازدادت نسبة الأقليات الإثنية في المدارس بين يناير/ كانون الثاني 2015، ويناير 2016 لتصل إلى 71 في المائة. أمّا المدارس الابتدائية التي تستوعب أعداداً كبيرة من التلاميذ تزيد عن 800، فارتفعت نسبة التلاميذ الأجانب فيها من 87 في المائة إلى 109 في المائة. كما أظهرت بيانات من دائرة التعليم أنّ عدد المدارس بشكل عام انخفض إلى 24 ألفاً و288 مدرسة.

تروي يولانتا (31 عاماً) وهي أم لثلاثة أطفال بولندية مقيمة في لندن منذ أكثر من عشر سنوات أنها باتت تعيش في قلق دائم من أن يواجه أحد أطفالها أي أذى لفظي أو أن يمتنع زملاؤهم من اللعب معهم. وذلك بعد أن باتت ابنتها التي لم تتجاوز تسع سنوات تشكو من ابتعاد إحدى أقرب زميلاتها عنها، فباتت تبقى وحيدة خلال وقت الاستراحة، وتشعر بالعزلة. تتابع يولانتا أنّها تشعر بالعجز عن التصرّف، فإن أرادت تقديم شكوى إلى إدارة المدرسة، تجهل عمّا ستتحدّث، لأنّ زميلة ابنتها لم تقم بأي عمل يتنافى مع قوانين المدرسة بل جلّ ما فعلته هو تجنّب ابنتها. وعن طفليها الأصغر سنّاً، فتقول إنّهما لم يتعرّضا إلى أي إساءة ربّما لصغر سنّهما وعدم إدراك أصدقائهما لما يجري في البلاد ضد الأجانب.

المساهمون