وقال رئيس بلدية بيت جالا، نيقولا خميس، لـ"العربي الجديد"، إن "آلاف المسيحيين أدوا صلوات عيد الميلاد المجيد في الكنائس في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، وحضر نحو خمسة آلاف سائح، غالبتيهم العظمى من المسيحيين من جميع أنحاء العالم، بينما زار المئات ساحة المهد صباح اليوم".
وأكد خميس أن "الاستعدادات على قدم وساق للاحتفال بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي في السابع من الشهر المقبل".
وصباح اليوم، أقيم قداس آخر في كنيسة المهد لأهالي بيت لحم، وتبادل الأهالي التهاني، ووزع شبان وفتيات بملابس "سانتا كلوز" الهدايا على الأطفال والمنازل ابتهاجا بالعيد، كما تجمعت الأسر اليوم لتناول طعام الغداء وسط أجواء من البهجة العائلية، وتبادل الأهالي الزيارات فيما بينهم.
وأقام رئيس الأساقفة المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، المطران بيير باتستا بيتسابالا، قداس منتصف الليل في كنيسة المهد بمشاركة لفيف من المطارنة والأساقفة وكبار رجال البطريركية، وعدد من أبناء الرعية، ووفود دبلوماسية، وحجاج من دول مختلفة.
وقال المطران بيتسابالا: "نلتقي جميعًا في هذه الليلة المقدسة لأننا دُعِينا وجمعنا الله هنا في بيت لحم، المدينة التي وُلد فيها المسيح. ولادة يسوع المسيح في مدينتنا تضرم في داخل كل منّا حبًّا وهوًى للمدينة، لا بمعنى التملُّك، ولا بمعنى الاحتلال، ولكن بمعنى الإحساس بالمسؤولية بمزيد من الاهتمام والرعاية للأرض التي نسكنها، لنبدِّلها من تجمُّع سكّاني بسيط لخدمة بعض الأشخاص أو بعض المصالح، إلى مكان نختبر فيه صنع السلام والعلاقات السليمة بين بعضنا البعض، والمشاركة في الحياة".
Twitter Post
|
وشدد على أنه "في هذه الليلة المقدسة، نحتفل بميلاد المسيح في بيت لحم، ونريد أن نستجيب للدعوة الموجَّهة إلينا، وهي أن نكون صناع سلام، وشهودا مقتنعين وقادرين على الإقناع بضرورة المشاركة والحوار. نريد أن نسكن هذه الأرض، ونريد أن نشارك في آلامها ومخاوفها وأحزانها وآمالها. نريد أن نسير معًا في طريق الخلاص مستعدِّين لبذل كل جهد والتزام كل مبادرة تجعل مدننا مزدهرة ومضيافة، حيث يقدر الجميع أن يجدوا بيتًا وعملًا وحياة كريمة ومكتفية".
وكان موكب المدبر الرسولي الأب بيتسابالا خرج مساء أمس، من مدينة القدس، في مسيرته التقليدية من ديوان البطريركية اللاتينية، ووصل إلى كنيسة مارس إلياس للروم الأرثذوكس الواقعة في منطقة بين القدس وبيت لحم، ليترأس قداس منتصف الليل في كنيسة المهد في بيت لحم على وقع استقبال الفرق الكشفية التي عزفت استقبالا للمدبر الرسولي وفرحا بأجواء العيد.
وقبيل قداس منتصف الليل، أقيم "عشاء الميلاد" في دير الفرنسيسكان في مدينة بيت لحم، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء، رامي الحمد الله، وممثل العاهل الأردني، سمير مبيضين، وعدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية.
وقال عباس في كلمته أثناء العشاء: "تعودنا في كل عام، ومنذ فترة طويلة، أن نتشرف بتقديم التبريكات والتهاني بعيد الميلاد المجيد للطوائف الثلاث، ويسعدنا دائما أن نستمر على هذا المنوال لأننا نشعر أننا نهنئ أنفسنا، وأننا بين أهلنا وإخواننا، ولا بد أن نقوم بهذا الواجب".
Twitter Post
|
وأضاف "تربطنا علاقة حميمة بقداسة البابا فرنسيس، هذا الرجل العظيم الذي سعدت أن التقي به أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، وقد شرفنا هنا، والفاتيكان من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين بدون طلب أو ضغط. السنة الماضية قام الرئيس ترامب بمبادرات مخالفة تماما للشرعية الدولية، حيث اعترف أن القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل، وهذا غير موجود في الشرعية الدولية، ونقل سفارته إلى القدس، ومن ثم عاقب اللاجئين جميعا بإغلاق الأبواب أمام أونروا، إضافة إلى أنه شرّع بشكل واضح الاستيطان، وقلنا له إن هذا الكلام لا يمكن أن نقبل به".
وأكد عباس: "لسنا أعداء أحد، ولا أعداء أميركا، نريد صداقة أميركا وعلاقات طيبة معها، ولكن عليها أن تنظر إلينا بعين العدل، ولا نريد أكثر من ذلك، فقط أن تكون عادلة وأن تطبق أي قرار من القرارات الكثيرة التي اتخذتها الأمم المتحدة، ولكن مع الأسف يغضون النظر عن هذه القرارات جميعا ويرفضونها".
الصور: (عصام ريماوي/الأناضول)