في وسط العاصمة التونسية، مقهى من نوع آخر، هو مقهى "ليبرتي"، الذي تتزين جدرانه باللوحات الفنية، وفضاؤه ينبض بالحركة، كما أن النقاشات الثقافية والفنية والاجتماعية والسياسية لا تكاد تتوقف إلا لتبدأ من جديد.
كل من يعرف هذا المقهى يواظب على ارتياده يوميا، أسسه التوأم محمد وغسان الأسعد بعد الثورة التونسية، ليكون بمثابة منصة ثقافية وفنية متفردة، لا مجرد فضاء لاحتساء المشروبات.
"ليبرتي" الذي فاز بجائزة أفضل فضاء ثقافي من أيام قرطاج المسرحية، يحتضن جمهورا معظمه من الشباب، ويضم خزانة كتب وحواسيب مفتوحة أمام الجميع، تبدأ النقاشات فيه صباحا حول كل المواضيع التي تشغل الرأي العام، وتطورات الأوضاع. ولا تنتهي هذه الجلسات إلا ليبدأ السمر الليلي عبر سهرات فنية ثقافية فيها من الشعر والموسيقى والعروض المسرحية، بل حتى مشاهدة أفلام حديثة لم تصل بعد لدور العرض التونسية.
يقول غسان الأسعد صاحب المقهى لـ "العربي الجديد"، "تبلورت لدي فكرة تأسيسه منذ 2010 قبل قيام الثورة التونسية بأشهر، لكنه لم ير النور إلا بعد الثورة التي أتاحت لنا فرصة أكبر من الحرية في النقاش، وعرض الأفكار التي نريد تقديمها لجمهورنا".
ويضيف "لا يقدم المقهى المشروبات على اختلاف أنواعها فقط، بل نحرص على تجاوز الشكل التقليدي للمقاهي، إلى تقديم خدمة ثقافية فنية ترفيهية للشباب في هذا الفضاء، الذي يعتبر بمثابة ملاذ لهم بعد يوم حافل من العمل أو الدراسة".
أما محمد الأسعد وهو الأخ التوأم لغسان وشريكه في المشروع ، فيقول لـ "العربي الجديد": "رغم أن الموثق في الأوراق لدى الإدارة التونسية هو ملكيتنا لمقهى عاديّ، إلا أن شغفنا بالثقافة والفن جعلنا نقدّم خدمة ثقافية فنية داخل هذا الفضاء". ويضيف "جائزة "أفضل فضاء ثقافي مستقل"، التي حصلنا عليها من أيام قرطاج المسرحية كانت مفاجأة سارة، رغم أنها نتاج عمل استمر ما يزيد عن ست سنوات من العمل، قدمنا خلالها ما يزيد عن 600 حدث داخل المقهى".
عدسة "العربي الجديد" قضت يوما داخل مقهى "ليبرتي" ونقلت الأجواء داخل هذا الفضاء الثقافي في تونس.