وقال المدير الإقليمي لـ"اليونيسف" في العراق، بيتر هوكنز، في بيان اليوم إن "الكوليرا قد تتحول إلى وباء إقليمي في عموم المنطقة بعد أن انتشرت في العراق وامتدت إلى سورية والكويت والبحرين".
وأوضح هوكينز أن "هناك تخوفاً من تحولها إلى وباء خطر في ظل الاستعدادات الجارية في العراق لزيارة ملايين الناس للعتبات المقدسة ضمن طقوس الطائفة الشيعية في العراق والبلاد المحيطة".
وبدأ مرض الكوليرا بالانتشار في العراق مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي بدءاً من قضاء أبو غريب غرب العاصمة بغداد، ليمتد انتشار المرض داخل العاصمة وضواحيها، وعدد من مدن وبلدات وسط وجنوب البلاد.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية في آخر إحصائية لها أن عدد الإصابات بالكوليرا في عموم العراق بلغ 2015 مصاباً منها 559 إصابة في العاصمة بغداد، و553 إصابة في محافظة بابل جنوب البلاد.
وكانت السلطات الصحية أعلنت وفاة ستة مصابين بالمرض في بلدة أبو غريب، غربي العاصمة بغداد في بداية انتشار المرض.
وخصص مجلس الوزراء العراقي 10 مليارات دينار عراقي لشراء مادتي الكلور والشب لتعقيم مياه الشرب ضمن خطة لمواجهة المرض بحسب المختصين.
ونتيجة لانتشار المرض بشكل سريع في ظل الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد مخلفةً فيضانات كبيرة اجتاحت مدن وسط وجنوب البلاد ومنها العاصمة بغداد، أعلنت الدوائر الصحية في بغداد عن تلقيح أكثر من ثمانية آلاف نازح بلقاح مضاد للكوليرا.
اقرأ أيضاً: كوليرا؟
وقال المدير العام لدائرة صحة بغداد، الدكتور جاسم الحجامي، في تصريح صحافي إن "الدوائر الصحية قامت بإعطاء جرعات من لقاح الكوليرا إلى 8457 نازحاً في جانب الكرخ ببغداد بعد أن تسلمت الدائرة 13256 جرعة أولى من اللقاح".
وبين الحجامي أنه "تم تشكيل فرق ميدانية صحية مختصة لإعطاء جرعات اللقاح للنازحين بدءاً من عمر سنة واحدة فأكثر على شكل جرعتين في الفم وبفارق أسبوعين بين جرعة وأخرى.
مضيفاً أنه "تم توثيق كافة الحالات في سجلات طبية خاصة، وتم تزويد الأطفال المزودين بالجرعة ببطاقات خاصة للتأكد في ما بعد، والحملة ما زالت مستمرة.
واتهم مراقبون الحكومة العراقية بالتغاضي عن مشكلة تآكل، وتهالك شبكات، ومحطات تنقية مياه الشرب التي أشار أغلب المختصين إلى أنها السبب الرئيسي في انتشار الوباء نتيجة شح مياه الشرب.
غير أنَّ آخرين شككوا في انتشار الوباء بهذه السرعة متهمين جهات خارجية بنشر الوباء في محطة تنقية مياه أبو غريب التي بدأ منها المرض.
وطالب برلمانيون عراقيون الحكومة بإعلان حالة الطوارئ في البلاد إثر الانتشار السريع لمرض الكوليرا في مختلف المدن، معتبرين أنها انتكاسة خطيرة عصفت بالبلاد في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها.
وشكل مجلس الوزراء خلية أزمة لإدارة ملف الكوليرا في عموم العراق قامت بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية التي زودت البلاد بأكثر من 200 ألف جرعة لمكافحة مرض الكوليرا بحسب المصادر الطبية.
فيما بدأت الفرق الطبية الجوالة في عموم البلاد بجولات ميدانية لتوعية المواطنين، ومراقبة محطات تعبئة وتنقية مياه الشرب.
من جانبهم بدأ العراقيون بالإقبال الشديد على شراء المياه المعلبة في قنانٍ صغيرة، وشراء محطات تنقية المياه المنزلية تحسباً من الإصابة بالمرض، وامتنعوا عن تناول المأكولات الشعبية في "الكافيتريات"، والعربات المتجولة في الشوارع.
وسجلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عام 2007 وفاة 11 شخصاً بسبب الكوليرا في كوردستان شمال العراق، وكانت آخر حالة وفاة بسبب وباء الكوليرا سُجلت عام 2012 في العراق لتعلن الجهات الصحية خلو البلاد من الوباء.
اقرأ أيضاً: تسجيل 23 إصابة كوليرا في مخيم النازحين في كردستان