"واشنطن بوست": قضية خاشقجي جعلت بن سلمان منبوذاً وترامب سعى لتحسين سمعته

29 سبتمبر 2019
قضية مقتل خاشقجي لم تغب عن الذاكرة (فرانس برس)
+ الخط -
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لم تغب عن الذاكرة، وإنها لا تزال صرخة تجمع نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين والإعلاميين في العالم.

ونقلت الصحيفة عن الخبير بشؤون الخليج في "مركز ويلسون" للأبحاث بأميركا، ديفيد أوتاواي، أن المسؤولين الأميركيين والسعوديين كانوا يعلّقون آمالهم على تلاشي الجدل حول مقتل خاشقجي مع مرور الوقت، أو أن تتفوق عليه أحداث أخرى آنية مثل الهجوم الصاروخي على منشآت النفط السعودية "هذا الشهر". 

وأضاف أوتاواي "تمثلت استراتيجية بومبيو منذ البداية في إنقاذ العلاقات الأميركية السعودية وإعادة تأهيل سمعة محمد بن سلمان في واشنطن كحليف مهم ضد إيران". 

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ظهر في قمة العشرين المنعقدة في اليابان في يونيو/حزيران المنصرم يتصنّع الابتسامات مع قادة بعض الدول، مشيرة إلى أن ذلك لم يكن ليحدث لولا دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو.

وقالت إن بن سلمان، الذي صعد إلى السلطة واعداً بتغيير اجتماعي واقتصادي في واحدة من أكثر الدول أهمية في العالم من الناحية الاستراتيجية، والذي امتُدح من قبل كبار الكتاب والمديرين التنفيذيين الأميركيين، باعتباره يبشر بمستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية، سرعان ما أصبح منبوذاً عقب مقتل خاشقجي. 

وترى الصحيفة أن قيمة العلاقات بالنسبة لترامب ترتكز على الدولارات، وأنه يرى أن حادثة مقتل خاشقجي، رغم فظاعتها، لا تستحق التخلي عن السوق السعودية المربحة.

ولفتت إلى أن بومبيو نجح في تحقيق هدفه المتمثل في تثبيت حميمية العلاقات الأميركية السعودية، مشيرة إلى أن محاكمة المسؤولين السعوديين تتم خلف أبواب موصدة وأنها عبارة عن "مهزلة"، كما يطلق عليها مراقبون دوليون. 

ولم تفعل إدارة ترامب الكثير لتسليط الضوء على نظام العدالة السعودي الغامض، الذي لم يدن  أو يعاقب أي مسؤول سعودي بعد مرور عام على وفاة خاشقجي.

ومنعت السلطات السعودية حضور الصحافيين للمحاكمة وسمحت للدبلوماسيين الأجانب بالحضور، مشترطة عليهم عدم الكشف عن تفاصيلها. لكن سعود القحطاني، أحد كبار المساعدين السابقين لبن سلمان والمتهم بالتخطيط للعملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي وطمأنة المشاركين في عملية القتل بأن الصحافي كان يمثل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي للمملكة، لم يمثل أمام المحكمة. 

وأدى استبعاد القحطاني من المحاكمة إلى اتهام الحكومة السعودية بأنها تحاكم فقط المسؤولين عن التنفيذ من المستوى الأدنى لاسترضاء منتقدي المملكة الدوليين. 

وقبل وفاة خاشقجي بفترة طويلة، شكّل صعود بن سلمان السريع قلقاً لمسؤولي الاستخبارات الأميركيين. وقبل أن يصبح ولياً للعهد، رأوا أنه يمثل تهديدًا مباشرًا لمحمد بن نايف، الذي كان يدير وزارة الداخلية السعودية وكان شريكًا مقربًا بشكل استثنائي لمسؤولي مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.


واعتبر بعض مسؤولي الاستخبارات محمد بن سلمان تهديداً لهيكلية نظام الحكم في السعودية، وشككوا في أنه سيتصرف وفقًا للمصالح الأميركية. كما رأوا أنه شخص غير منضبط ومتهور، كما اعتقدوا أن لديه نظرة مفرطة في التبسيط لديناميات النفوذ في الشرق الأوسط، بحسب ما تورد الصحيفة الأميركية.

وقال أحد المنشقين السعوديين للصحيفة، طالباً عدم ذكر اسمه: "بمجرد أن يخسر ترامب الانتخابات أو تنتهي ولايته، فإن الضغوط على السعودية ستكون قاسية".

وكانت المقررة الأممية أغنيس كالامارد قد حثّت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، الخميس، على رفع السرية عن ملفاتها المتعلقة بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داعية في الوقت عينه مجموعة العشرين إلى نقل اجتماعها المقرّر عقده في الرياض، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وقالت، في لقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنّه إذا تمّ إقرار قانون يناقشه الكونغرس حالياً بشأن السعودية، فإنّ ذلك يمكن أن يساعد في التعرف على قتلة خاشقجي، ويصعّب عليهم الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة.