تسعة أشهر من عمرها، الذي لم يتجاوز 3 سنوات بعد، قضتها نورهان برفقة والدتها في معتقلات وبيوت عناصر "داعش"، بعد أن قتل عناصر التنظيم والدها مع عشرات الرجال، بعد دخولهم مدينة سنجار العراقية، واقتياد والدتها (كسبية)، وذلك بتاريخ 3 أغسطس/ آب 2014.
تنقلت الطفلة مع والدتها بين العديد من المدن السورية والعراقية التي يسيطرعليها التنظيم.
وتذكر الوالدة بأنه تم نقلهما مرات عدة، خلال فترة الاعتقال، وقد اقتيدا من سنجار إلى تلعفر شمال العراق، ثم إلى الميادين التابعة لدير الزور ثم إلى مدينة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم، وأخيراً إلى بيوت أحد "الدواعش" في منطقة الباب في ريف حلب.
بخلاف الكبار، لم يكن لنورهان حصّة من طعام المعتقلين، ما دفع أمها للاستمرار في إرضاعها طوال هذه المدة، ومشاركتها حصتها من الطعام، وهو عبارة عن قطعة خبز واحدة في اليوم.
اقرأ أيضاً: "داعش" يبيع نساء أيزيديات لعناصره في سورية
وفي هذا السياق، كشف عبدو الخضر، وهو إعلامي من مدينة الباب في حلب، وشاهد على عملية تحرير الطفلة والوالدة لـ"العربي الجديد" أنّ "عناصر من لواء العزة بالله في مدينة حلب، استطاعوا أن يقوموا بتهريب الطفلة مع والدتها منذ ثلاثة أيام، من بيوت أحد عناصر التنظيم في مدينة الباب، من خلال عملية خاصة"، وتحفّظ الخضر عن إعطاء تفاصيل العملية، وبرّر ذلك "بوجود اعتبارات أمنية خاصة بعناصر اللواء".
صورة نورهان منشورة على صفحة قائد اللواء |
وأضاف الخضر "خلال لقائي الوالدة لم تتكلم نورهان على الإطلاق، أما الوالدة فلا تتقن العربية بشكل جيد، ما اضطرني إلى الاستعانة بمترجم كردي".
وأشار قائد اللواء، الذي نفذ العملية لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "كلاً من الطفلة والوالدة باتتا في أمان، وأنهما الآن في طريقهما إلى ذويهما".
وكانت الوالدة قد لفتت إلى "وجود العديد من الأطفال الآخرين، لا يزالون في معتقلات "داعش" برفقة أمهاتهم، وأنهم يعيشون أقسى الظروف تحت رحمة عناصر التنظيم".
وتبعاً لإحصائيات مديرية الشؤون الأيزيدية في كردستان العراق، فإن قرابة 2.5 ألف أيزيدي لا يزالون مختطفين من تنظيم الدولة، ومتوزعين في مناطق مختلفة من سورية والعراق، عدا عن 1280 أيزيديّاً قتلهم التنظيم حتى شهر أبريل/ نيسان من العام الحالي.
اقرأ أيضاً: إيطاليا تعرض إعادة تأهيل الأيزيديات الناجيات من "داعش"