"ميادة وولادا"... هشاشة النص

05 يونيو 2020
شكران مرتجى تخوض تجربة البطولة المطلقة (Getty)
+ الخط -
ربما طالت المدة على الفنانة شكران مرتجى إلى أن وصل بها الوقت لتتصدى لبطولة فردية لمسلسل كوميدي مع مجموعة من الشباب والفنانين السوريين واللبنانيين الحاضرين في العمل كضيوف في حلقاته.
"ميادة وولادا" مسلسل سوري لبناني، قدّم شكران كبطولة أساسية، فهي ميادة الأم لأربعة أبناء (شابين وابنتين). والغريب أن اثنين منهما يتكلمان اللهجة اللبنانية، واثنين آخرين يتكلمان اللهجة السورية، وذلك بحكم أن ميادة كانت متزوجة من رجل لبناني وآخر سوري، وهذا التبرير غير المنطقي لموضوع العائلة الغريب مَرَّ بطريقة ساذجة بحوار بسيط لم يكن مقنعاً.

عدا عن ذلك، فإن الأداء كان هشاً بشكل واضح من قبل الممثلين؛ فلم يفلح المشاركون في المسلسل في إيصال الفكرة بطريقة كوميدية، حيث باتت باهتة تعتمد على التهريج أكثر مما تعتمد على كوميديا الموقف التي فقدت بريقها منذ زمن ولم تعد موجودة.

ورغم أن الممثلَين السوريين الشابّين، ولاء عزام وفارس ياغي، خريجَي المعهد العالي للفنون المسرحية، كانا قد قدّما أهم الأعمال بطريقة محترفة، إلا أن هذا العمل لم يصدّرهما بشكل جيد كباقي الأعمال التي قدماها مسبقاً، خصوصاً مع الأداء المتواضع للشابَّين اللبنانيَّين اللذَين يلعبان دور شقيقيهما، وهما جان دكاش وإلسا أنطون، وبالطبع فإن الأداء السليم الهادئ بحاجة لضبط متوازن من قِبَل المخرج. وهذا ما لم يكن حاضراً!
أما عن النص الذي كتبه وأخرجه مصطفى سليم فقد بدا ضعيفاً لا جديد فيه، فالفكرة مستهلكة إجمالاً، لأنها تدور حول امرأة أرملة هي ميادة، يتقدم لها عدة عرسان، وتستقبل ضيوفاً عدة في كل حلقة للتحدث مع العائلة ككل. مواقف طريفة تجعل الموضوع يتأخر كل مرة، والعمل هو "سيت كوم"؛ أي أن النص هو اللاعب الأساسي في هذه المسلسلات، لأنها تدور في منزل واحد وحكاية واحدة تتشعب لمواقف فرعية، وبالتالي إن كان النص هزيلاً فإنه لن يلقى سوى الفشل كما حدث للأسف مع هذا العمل.
سبق أن خاضت الدراما السورية بتجارب "سيت كوم" مهمة جداً، ولعل أول مؤسسيها هو المخرج هشام شربتجي في سلسلة النجوم التي ما زالت تُعرَض على الشاشة حتى اليوم على عدة قنوات، وتأسر الجمهور في كل مرة. وكانت شكران مرتجى مشاركة في جزأين منها، هما "عيلة سبع نجوم" و"عيلة ثماني نجوم". وبعد هذه السلسلة، انتشرت فكرة الـ "سيت كوم" أكثر لتقدم الدراما السورية أعمالاً ناجحة أثيرة مثل "قلة ذوق وكترة غلبة"، و"بنات أكريكوز"، و"مرسوم عائلي"، و"هومي هون"، وغيرها من الأعمال التي لاقت صدىً واسعاً، وذلك بسبب الإخراج والنصوص المتميزة التي كانت تعتمد على العفوية وكوميديا الموقف.
"ميادة وولادا" سبق وأن عُرِضَ على قناة bein المشفرة، وكان صنّاع المسلسل على أمل أن يعرَض على الشاشات الرمضانية ما قد يسنح الفرصة لشكران بالمنافسة التلفزيونية في رمضان بعد خروج مسلسل "شارع شيكاغو" من السباق نتيجة توقف أعمال تصويره في سورية بسبب فيروس كورونا، وهو العمل الوحيد الذي كانت ستطل فيه مرتجى في رمضان، ليبقى مسلسلها "ميادة وولادا" محصوراً في عرضه على قناة شوف دراما عبر يوتيوب.

وقد كانت التعليقات سلبية في غالبيتها والمشاهدات لم تكن عالية أو لافتة لعمل يحتوي على مجموعة نجوم سوريين ولبنانيين، أبرزهم حسام تحسين بيك، ومحمد خير الجراح، وهشام حداد، وغيرهم. ورغم أن المخرج حاول أن يستقطب الجراح ليكوّن ثنائياً مع شكران من جديد في محاولة لاستثمار ثنائية أم بدر وأبو بدر الشهيرة في "باب الحارة"، لكن ذلك لم يُجْدِ نفعاً، فالنص لم يسعف أحداً في أن يقف على قدميه.
المساهمون