حافظ المقهى على الطراز المعماري الذي تميزه النوافذ الخشبية ومقاعد القش التي تم اعتمادها عند افتتاحه قبل 106 سنوات، وهو يقدم نفس المشروبات تقريبا، كما أن طاولة المحاسبة التي كان يجلس إليها الجد أندراوس ما زالت في مكانها، وكذا جهاز المذياع القديم الذي يعمل حتى اليوم.
على نغمات أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش ووردة، يحتسي الزبائن القهوة والشاي وغيرهما، ويلعبون الشدة وحجر النرد ولعبة الزهر، وبعض الزبائن يرتادون المقهى منذ أكثر من خمسين سنة.
حاول وسام أبو سالم بعد توليه إدارة المقهى أن يقوم ببعض التغييرات على النمط التراثي القديم، فقبل عام 2007، كان المقهى للرجال فقط، أما اليوم، فهو متاح للرجال والنساء والأطفال، إذ يفتح أبوابه في التاسعة صباحا، ويقيم أمسيات فنية خاصة ليلا، كما يوفر إنترنت "واي فاي" لخدمة الزبائن.
وقال وسام أبو سالم: "المقهى هو الأقدم في المنطقة، وحرصت على أن يحافظ على معداته، وعلى اسمه كونهما جزءا من تاريخه. جدي أندراوس افتتح المقهى في 1914، ووالدي جورج أندراوس أبو سالم استكمل إدارته، واليوم أنا أدير القهوة على نفس النمط. أجريت بعض الإضافات على المقهى، وبات متاحا للزبائن متابعة السوشيال ميديا من خلال هواتفهم، أو أجهزة الكمبيوتر، ما جعله مقصدا للسياح".
وأضاف: "درست تصميم الإعلانات، ثم تصميم الإنتاج الموسيقي، وعملت في إنتاج الموسيقى وتنظيم الحفلات ليلا، وفي ساعات النهار كنت أداوم في المقهى الذي يحافظ على تقديم المشروبات التقليدية مثل الكركديه مع الليمون، والرمان الذي نطلق عليه اسم (سكلانص)، والقهوة العربية، و(الإنرا) وهو مشروب مكون من القرفة والأعشاب مع الجوز".
وقال أحد الزبائن لـ"العربي الجديد": "أتردد على المقهى منذ خمسين سنة، ولأني متقاعد فإني أحضر إلى المقهى لساعتين يوميا للعب طاولة الزهر، ونقيم بطولة في طاولة الزهر في الناصرة، في السابق كان المقهى بسيطا، لكنه اليوم مقهى راق يزوره أهل المدينة والسياح الأجانب، وفي السابق كان الزبائن رجالا، وأغلبهم كبار السن، لكن اليوم يقصده الجميع".
وقالت الشابة حنان أبو زهية: "أنا من رواد المقهى لأن له طابعه الخاص، وأزوره كثيرا، لأنضم إلى زبائن يلعبون الشدة. الموسيقى تأخذك إلى عالم مختلف، وعندما أدخل إلى المقهى لا أشعر أنني في الناصرة، كونه مختلفا عن المقاهي الحديثة".