"غصن الزيتون" في شهرها الثاني... تركيا تنفي دخول قوات النظام إلى عفرين

أحمد الإبراهيم

avata
أحمد الإبراهيم

جلال بكور

avata
جلال بكور
20 فبراير 2018
5E867D70-4663-4022-BE1C-B4D063E9A714
+ الخط -
تتواصل عملية "غصن الزيتون"، التي يشنّها الجيش التركي و"الجيش السوري الحر"، ضد مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، في محيط مدينة عفرين شمال غربي سورية، مع دخول العملية شهرها الثاني، في حين نفت تركيا دخول قوات النظام السوري إلى المدينة، وأعلنت توجهها قريباً إلى محاصرة مركزها.

وقالت مصادر عسكرية، من "الجيش السوري الحر"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "التغطية الجوية من الجيش التركي، ما زالت مستمرة، في محاور منطقة عفرين، حيث قصفت الطائرات، فجر اليوم، العديد من المواقع؛ في محور شران، وجنوب محور دير صوان، في شمال شرق عفرين".

كما قصفت مواقع للمليشيات الكردية، في محاور؛ شيخ حديد ومحاور جنديرس وجبال راجو، في الجهة الغربية من ناحية عفرين.
وأعلن "الجيش السوري الحر"، في بيان، صباح اليوم، سيطرته على قرى: الزيتونة والجميلة وعرب ويران، إضافة إلى ثلاث تلال في محيطها على محور شران، فضلاً عن السيطرة على قريتي صوراني وحياني وتلتين في محيطهما، بعد معارك على محور بلبل شمالي عفرين.

وسيطر "الجيش السوري الحر"، على قريتي مروانة الفوقاني ومروانة التحتاني على محور جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، وواصل بدعم من الجيش التركي، التقدّم في محور بلبل شمال عفرين وسيطر على قرية وتلة شرقنلي.

وشهد محور دير صوان، معارك عنيفة، بين "الجيش السوري الحر"، ومليشيا "وحدات حماية الشعب"، في محاولة من الأول لإحراز مزيد من التقدم في المنطقة. وكانت قوات "غصن الزيتون"، قد سيطرت، أمس الإثنين، على أحد عشر موقعاً وقرية؛ في محاور دير صوان وشران وراجو وجنديرس.

وأعلن الجيش التركي، في بيان، بحسب ما أوردت "الأناضول"، اليوم الثلاثاء، تحييد 1715 عنصراً من المليشيات الكردية، في عفرين، منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون".

النظام دخل عفرين... لم يدخل

يأتي ذلك، في وقت تضاربت فيه الأنباء عن نية قوات النظام السوري، الدخول إلى عفرين، إثر اتفاق تم بين النظام، ومليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية.

ونقلت وسائل إعلام عن صالح مسلم، قائد "حزب الاتحاد الديمقراطي"، نفيه التوصّل لأي اتفاق مع النظام السوري.

كما أوردت "رويترز"، نقلاً عن نوري محمود، المتحدث باسم المليشيا الكردية، قوله إنّه "ليس هناك أي اتفاق. فقط توجد دعوة من قبلنا بأن يأتي الجيش السوري ويحمي الحدود".

في المقابل، نقل موقع "روسيا اليوم"، عن مصدر دبوماسي روسي، أن قوات النظام السوري دخلت عفرين قبل أسبوع، و"تتواجد هناك بغض النظر عن وجود اتفاق مع المليشيات الكردية".

وأوضح موقع "روسيا اليوم"، نقلاً عن مصدر دبلوماسي روسي وصفه بـ"رفيع المستوى" أن "وحدات من الجيش السوري دخلت عفرين قبل 7 أيام".

من جهتها، أكدت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري، نقلاً عن مصادر، أن "الاتفاق الذي جرى بين الدولة السورية ووحدات حماية الشعب، ذات الأغلبية الكردية، ما زال سارياً وكان سيدخل حيز التنفيذ أمس لولا أمور لوجستية".

وزعمت الصحيفة أن القصف التركي على الطريق الذي ستدخل منه قوات النظام إلى عفرين أدى إلى تأجيل الدخول.

وأضافت أن مدفعية قوات النظام، ومنذ بدء عملية "غصن الزيتون"، تساند مليشيا "وحدات حماية الشعب" في صد العملية، مشيرة إلى أنها ستستمر في ذلك.

وادعت الصحيفة نقلاً عن مصادرها أن قوات النظام "لن تدخل إلى عفرين" لدعم المسلحين الأكراد، إنما تهدف إلى "إعادة السيطرة وحماية الأهالي"، مع التأكيد على تخلي مسلحي "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" عن سلاحهم.

وأمس الإثنين، قال الإعلام السوري الرسمي التابع للنظام، إنّ "قوات شعبية" ستدخل إلى عفرين، خلال الساعات المقبلة، لكن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد"، أنّه لم يتم رصد دخول أي من قوات النظام إلى مدينة عفرين، حتى ظهر الإثنين.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجموعات كردية من حي الشيخ مقصود، الواقع في شمال حلب، دخلت، أمس الإثنين، إلى مدينة عفرين، مشيرة إلى أنّ من دخلوا ليسوا من قوات النظام السوري، وعبروا طريق نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة المليشيات الإيرانية.

وتسيطر مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، على حي الشيخ مقصود، ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب.


تركيا تنفي ولا تستبعد

إلى ذلك أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أنّ قوات بلاده ستحاصر خلال أيام مدينة عفرين.
وقال أردوغان، في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه في البرلمان، وفق ما أوردت "فرانس برس"، "خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين". 

ونفت تركيا، من جهتها، دخول قوات موالية للنظام السوري إلى عفرين، إلا أنّها لم تستبعد وجود "مساومات قذرة"، بين النظام و"حزب الاتحاد الديمقراطي".

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، اليوم الثلاثاء، إنّ الأنباء الواردة حول اتفاق النظام السوري مع "حزب الاتحاد الديمقراطي"، بخصوص عفرين، "تهدف لتحقيق أغراض دعائية، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود مساومات سرية وقذرة بينهما".

وأكد كالن، في تغريدة عبر حسابه الخاص على "تويتر"، أنّ عملية "غصن الزيتون"، "ستستمر دون توقف" حتى تحقيق أهدافها.


وأضاف، وفق ما أوردت "الأناضول"، "ليفعلوا ما يشاؤون. عملية غصن الزيتون تستمر بنجاح وفق الخطة المرسومة لها، ولن تتوقف قبل تحقيق أهدافها".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، خلال مقابلة مع قناة 24 التلفزيونية التركية، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "القوات السورية لم تدخل بعد منطقة عفرين، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستدخلها".
وكان بكر بوزداغ المتحدث باسم الحكومة التركية، قد صرّح في مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، عقب اجتماع للحكومة، بأنّه "رغم أنّ وكالة (سانا) السورية الرسمية، أوردت أنباء حول اعتزام قوات مرتبطة بالنظام السوري دخول عفرين، إلا أنّ السلطات الرسمية لم تؤكدها، وبالتالي فهي أنباء لا تمت للحقيقة بصلة، ولا علاقة لها بالواقع".

وحذر بوزداغ، من أنّ تفكير النظام السوري بإرسال وحدات عسكرية لحماية المليشيات الكردية، في عفرين، أو اتخاذه خطوات بهذا الاتجاه، "سيؤدي إلى كوارث كبيرة" بالنسبة للمنطقة.

وبدأت، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية "غصن الزيتون" بالتعاون بين الجيش التركي و"الجيش السوري الحر"، ضدّ "وحدات حماية الشعب" الكردية، الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" والفرع السوري لمنظمة "حزب العمال الكردستاني"، والتي تصنّفها تركيا "منظمة إرهابية".

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.