يعود الفنان الفلسطيني محمد السمهوري إلى رام الله، ليقدم معرضه في متحف محمود درويش الثقافي تحت عنوان "غزة تصعد للسماء"، ولوحات المعرض الذي يفتح أبوابه أمام الزائرين حتى مساء الثلاثاء المقبل الحادي والثلاثين من مارس/آذار، تروي سيرة غزة المدينة الصامدة بوجه العدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف.
والسمهوري فنان فلسطيني من مواليد عمان ويتنقل بين رام الله وعمان، وكان افتتح عدة معارض فنية في الإمارات ولبنان وفلسطين. ويعمل السمهوري "46 عاما" مراسلا صحافيا وكاتبا، كما أصدر العديد من الكتب في مجال القصة والرواية والنشر واليوميات. وجسد غزة في 62 لوحة تشكيلية، استغرق عامين لإنجازها.
ويقول السمهوري على هامش المعرض: "جسدت غزة بسمكة، فهي الوحيدة التي لا تحاصر غزة، بل كانت الأمل لغزة، وحارسا لها وأملها بالحياة". ويضيف: "حاولت إبراز غزة بشكل مختلف، بصورة جمالية رغم الدمار والحصار والدم والقتل". وبأحد رسوم السمهوري جسد غزة بسمكة بداخلها جنين ميت، في إشارة إلى غزة التي تعاني، وبأخرى سمكة وأسفلها حقيبة سفر، في إشارة إلى حاجة غزة للسفر وفتح معبر رفح، وبثالثة أسماك داخل أنبوبة غاز، تدلل على حاجة غزة للغاز والوقود. ويبين السمهوري السمكة رمزا للعطاء والخير.
من جانبه يقول سائد كرزون (32 عاما)، أحد زوار المعرض: "يعد المعرض مختلفا، جسد غزة بألوان جمالية لم نعتد عليها، وأظهر وجها جميلا لغزة، رغم الدمار ورغم ما تحكيه الصور من حصار وألم". ويضيف: "أعتقد أنني اليوم شاهدت معرضا جميلا مختلفا". ويعاني نحو مليوني فلسطيني، يقطنون في قطاع غزة، من أزمة حادة في الكهرباء، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل "محطة توليد الكهرباء".
ومنذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل، التي تحتل أراضي فلسطينية، حصارا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة بالقوة على القطاع في يونيو/حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تشكيل حكومة توافق وطني أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الثاني من يونيو/حزيران الماضي.