"عيد الأم".. حلم امرأة بالسلام

11 مايو 2014
الرئيس التركي يهنئ والدته بعيد الأم (الأناضول/Getty)
+ الخط -
مئة عام فقط مرت على بدء الاحتفال به.. لم يكن "عيد الأم" يوماً تاريخياً توارثته الأجيال عبر قرون ممتدة، ولا اختراعا أمميا تبنته المؤسسات الدولية الكبرى فتشجعت الدول وتفاعلت الجماهير، لكنه كان حلم امرأة "أم" في تحقيق السلام، وإرادة امرأة لم تكلّ لتكريم لائق بالأمهات والوفاء لدورهن وتحملهن المآسي التي نكبت بيوتهن وفجعت أسرهن.
بدأت قصة "عيد الأم" في إحدى مناطق ولاية فرجينيا الأميركية، إبان الحرب الأهلية الأميركية التي نشبت بسبب انفصال عدد من الولايات الأميركية وتأسيسها كيانا جديدا باسم "الولايات الكونفدرالية الأميركية" وإعلانها الحرب على الولايات المتحدة في حرب امتدت بين 1861 و1865، وراح ضحيتها أكثر من مليون وثلاثين ألف أميركي، وهو العدد الذي يفوق القتلى الأميركيين في كل حروب أميركا مجتمعة، ويقارب ثلاثة في المئة من عدد سكان أميركا في ذلك الوقت، وسجل موت ثمانية في المئة من الذكور البيض من عمر 13 عاما إلى 43 عاما.
أثقلت الحرب وهول القتل قلوب الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن وأزواجهن، وحدثت بعض المحاولات لتجتمع الأمهات معا، يواسي بعضهن بعضا ليخففن شيئا من آلام فقد أبنائهن، حتى تمنت "أم" أن يجتمع المتحاربون على حب أمهاتهم ويتركوا الحرب.
كانت آن ميري جارفيس، الأم التي أنجبت أحد عشر ابنا، ولم يبق منهم أحياء سوى أربعة فقط، تقول "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم"، وتقول إذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب. وحملت هذه الفكرة ابنتها "آنا جارفيس" التي راحت تراسل المسؤولين في ولاية فرجينيا حتى تحقق الاحتفال بأول عيد للأم في الولاية في 12 مايو/أيار 1907. واستمرت تكتب وتدعو إلى ذلك حتى أقر الرئيس الأميركي ويلسون في 9 مايو 1914 احتفال الولايات المتحدة بعيد الأم.
اليوم، وبعد مئة عام، تحتفل الولايات المتحدة بعيد الأم، يشاركها أكثر من 80 دولة من دول العالم،
خصصت يوم الأحد الثاني من شهر مايو/ أيار، والذي يوافق هذا العام 11 مايو/ أيار لهذا الاحتفال، من بينها (أستراليا والنمسا وكندا وتركيا وماليزيا واليابان وسويسرا..)، بالإضافة إلى عدد كبير آخر من الدول، اختارت أياما مختلفة لاحتفالاتها، منها 17 دولة خصصت يوم 21 مارس/آذار وهو يوم عيد الربيع نفسه.
اليوم 11 مايو/ أيار تستقبل كثير من الأمهات في العالم هذه الذكرى، وهن يعانين حرقة القلب على أولادهن الذين راحوا ضحية القهر والديكتاتورية وأحلام السلطة التي تعتاش على دماء الناس، فهل من أمل أن تداوى أوجاع هؤلاء الأمهات أو تتوقف آلة القتل التي تضيف الكثير منهن كل يوم إلى سجل المفجوعات في أبنائهن؟


صورة بثتها منظمة الفاو على صفحتها احتفالا بعيد الأم


 
صورة بثها الرئيس التركي على صفحته تهنئةً بعيد الأم
دلالات
المساهمون