"عاصمة السينما" حلب: عن أفلام الرعب صباح مساء لسكانها؟

22 نوفمبر 2016
أفلام الموت في حلب مستمرة (جواد الرفاعي/الأناضول)
+ الخط -
في الوقت الذي تتعامى فيه وسائل إعلام النظام السوري وتلك المؤيدة له عن المجازر التي يرتكبها النظام السوري وروسيا بحق أهالي مدينة حلب، تروّج وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" لاحتفالية "حلب عاصمة السينما السورية للعام 2016" والتي تخطط لها وزارتا الثقافة والسياحة في حكومة النظام بدءًا من اليوم الثلاثاء، وحتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

تأتي هذه الفعالية ضمن مجموعة من المناسبات التي تقيمها حكومة النظام في مناطق سيطرتها. وعملت وسائل الإعلام على الترويج لها بالتزامن مع الحملة العسكرية الشرسة التي تتعرض لها الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، وكان آخرها أسبوع الموضة الذي أقيم في اللاذقية.

يمكن للمطلع على الواقع الذي تعيشه مناطق سيطرة النظام في حلب، أن يدرك بسهولة استحالة إقامة أكثر من مظاهر خلبية للترويج الإعلامي. فبالرغم من أن مناطق سيطرة النظام لا تتعرض لقصف جوي همجي، إلا أنها أيضاً أحياء منكوبة متخمة بالنازحين وتتعرض لقصف بقذائف الهاون بشكل متكرر، يعيش سكانها في ظل ظروف اقتصادية مزرية، وبالكاد يتسنى للبعض منهم أن يشاهد التلفاز، فكيف سيهتم بمهرجان سينما.

وسخر رواد التواصل الاجتماعي من اللقب الذي أطلقته حكومة النظام على حلب، وكتب علاء نصري فعلاً: "حلب صارت سينما". وقال نور الدين "هذه ليست مزحة، أفلام الرعب التي عاشتها حلب تستحق أن تتوجها بذلك".

أما جمال، فاعتبر أن "النظام سمى حلب بعاصمة السينما السورية لعام 2016 لأن شبيحته والمليشيات الشيعية المرتزقة والطيران الروسي ما زالوا يصنعون فيها أبشع لقطات القتل والإجرام والدمار في العصر الحديث، ولكنهم نسوا أن هذا الفيلم سيكون أفضل إثبات لجرائمهم الوحشية بحق الإنسانية أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي".

وكتب محمد "حلب فعلاً عاصمة السينما العالمية، كيف لا ومنتجوها يدفعون أجورًا عالية وكتاب السيناريو لديهم سيناريوهات عديدة، ومخرجوها لديهم خبرة كبيرة نالوا جوائز عديدة في أكثر من مدينة. أما الممثلون والكومبارس فهم محترفون وحقيقيون لكنهم لا ينالون أجرا مقابل موتهم ودمار بيوتهم طالما أن ذلك في سبيل أن تكون حلب عاصمة السينما العالمية".

وسألت مايا "عن ماذا سيكون مهرجان السينما في حلب أيها الوغد؟ عن أفلام الرعب صباح مساء لسكانها؟ عن سماء ما عادت تتسع لأسراب شهدائها؟ عن هواء مسموم كتاريخك وسجلات حكمك البغيض؟ عن نهارات البراميل، وكوابيس الليالي العاتمة والمشافي المعطلة كالمقابر؟ عن ماذا ستكون الأفلام والعروض: عن المعالم الأثرية والمساجد التي لم تدمرها كل قوافل الغزو في تاريخها، الا مليشياتك المسعورة؟ أم عن القدود الحلبية الجريحة ورائحة شواء الأطفال الغضة كشواء الكباب أريجها وعبقها وروحها؟ أنت أيها القميء الفيلم الأردئ في تاريخ البشرية والله لو استمر ألف عام.. لا بد أن ينتهي".




المساهمون