تتصفح "فيسبوك" فتشاهد مجموعة فيديوهات متنوعة من أماكن مختلفة من العالم، بعضها يعجبك والآخر قد تنفر منه وتمر عليه بسرعة، لكنك فجأة تتوقف عند فيديو كُتِبَ عليه مثلاً: "طبّقها وأخدها على البيت خلال 3 دقائق"، يصعقُك العنوان والصعقة الأكبر حين تجد مجموعة شباب وفنانين سوريين يقومون بالتمثيل في هذا الفيديو، فتشاهده بدافع الفضول لتجد أن المحتوى في قمة السخافة والعبثية. يطالعك فيديو آخر بعنوان "يا بتشيلو يا أما..." في إيحاء ترميزي جنسي واضح، مستقى من عبارات الشارع. وحين تشاهد الفيديو أيضاً بدافع الفضول تُصدَم أن القصة ليست جنسية، لكن فيها إيحاءات واضحة ومقززة أيضاً.
"سكر وسط" هو عنوان هذه الصفحة، وللأسف هي مُسَماة على اسم مسلسل سوري شهير كتبه مازن طه وأخرجه المثنى صبح، في انتهاك واضح لاسم هذا العمل المميز الذي أُنتِج عام 2014. أما هذه الصفحة فهي تابعة للممثل السوري رضوان قنطار الذي كان يقدم برامج "الكاميرا الخفية" التي تُعنى بافتعال المقالب مع الفنانين. لكنّ الأمر تطور معه ليدخل معترك الإنتاج الذي بدأ يعمل به في سورية كل مَن هَبَّ ودَبّ وجَمَّعَ أموالاً من مكانٍ ما، فقرر أن ينتِج أعمالاً لا ترقى إلى أي مستوى في الدراما السورية، حيث حاول قنطار في رمضان الماضي 2019 أن يقدم عملاً باسم "تكات لايت" لكنه فشل في ذلك، ولم يُعرَض العمل، ما دعاه إلى التوجه نحو "السوشيال ميديا"؛ كونها الباب المفتوح للجميع، لتكون صفحة "سكر وسط" تجربته الهابطة.
عموماً وفي كل رمضان، يتفاجأ الجمهور السوري بعمل جديد يظهر على الشاشة فجأة من دون سابق إنذار، أي بدون إعلانات مسبقة أو حتى مؤتمرات صحافية. وغالباً ما تكون هذه الأعمال سيئة من ناحية المحتوى أو الإخراج أو التمثيل. فمثلاً في 2015، تفاجأ الجمهور بمسلسل كوميدي بعنوان "أهلين جارتنا" لعبت بطولته تولاي هارون وريم عبد العزيز. ولم يحقق العمل نجاحاً يُذكَر، خصوصاً أنه عُرِضَ على قناة سورية محلية واحدة فقط، كما كان عملاً هشاً من كافة النواحي، وهو "تجربة" أكثر من كونه مسلسلاً.
اقــرأ أيضاً
هذا الأمر حصل مسبقاً على قناة "تلاقي" السورية التي أُغلِقَت في ما بعد، حيث عُرِض عليها مسلسل بعنوان "ليالي شامية" والذي كان من أسوأ الأعمال السورية التي قدمَت صورتين مختلفتين رديئتين بين الواقع الحالي والبيئة الشامية. ورغم أن التأليف كان لمروان قاووق صاحب الأعمال الشامية الأكثر شهرة مثل "باب الحارة" و"وردة شامية"، إلا أن هذا المسلسل الذي لعبت بطولته رولا الأبيض وفاتح سلمان ورشا الزغبي ووسيم الرحبي، مَرَّ مرور الكرام. وتكرَّر ذلك مع نفس الكاتب في مسلسله "حارة الأصيل" على الرغم من أن العمل لعبت بطولته وقتها مجموعة نجوم سوريين مثل سعد مينة، ناهد حلبي، آندريه سكاف، جمال العلي، غادة بشور وغيرهم. إنما المشكلة لا تكمن في التسويق لهذه الأعمال وظهورها المفاجئ فقط، بل أيضاً في فحواها الرديء الذي لا يُشبِع أي رغبة عند المُشاهِد في مشاهدته.
وبالعودة إلى صفحة "سكر وسط" على فيسبوك، نجد أن هذه الإنتاجات المفاجئة نفسها بدأت تظهر، لكن بحُلّة إلكترونية جديدة أكثر رداءة بمراحل وبعناوين سطحية، ساذجة ومسيئة جداً للدراما السورية والمجتمع السوري ككل. ورغم ما ذُكِر من أعمال ذات محتوى هش عُرِضَت بشكل فجائي على القنوات السورية التلفزيونية، إلا أن ذلك أفضل بكثير من إتاحة المجال لهذه الإنتاجات أن تدخل المحتوى الإلكتروني الذي يمكن الولوج إليه وعرض أي محتوى فيه من دون حسيب أو رقيب.
عموماً وفي كل رمضان، يتفاجأ الجمهور السوري بعمل جديد يظهر على الشاشة فجأة من دون سابق إنذار، أي بدون إعلانات مسبقة أو حتى مؤتمرات صحافية. وغالباً ما تكون هذه الأعمال سيئة من ناحية المحتوى أو الإخراج أو التمثيل. فمثلاً في 2015، تفاجأ الجمهور بمسلسل كوميدي بعنوان "أهلين جارتنا" لعبت بطولته تولاي هارون وريم عبد العزيز. ولم يحقق العمل نجاحاً يُذكَر، خصوصاً أنه عُرِضَ على قناة سورية محلية واحدة فقط، كما كان عملاً هشاً من كافة النواحي، وهو "تجربة" أكثر من كونه مسلسلاً.
هذا الأمر حصل مسبقاً على قناة "تلاقي" السورية التي أُغلِقَت في ما بعد، حيث عُرِض عليها مسلسل بعنوان "ليالي شامية" والذي كان من أسوأ الأعمال السورية التي قدمَت صورتين مختلفتين رديئتين بين الواقع الحالي والبيئة الشامية. ورغم أن التأليف كان لمروان قاووق صاحب الأعمال الشامية الأكثر شهرة مثل "باب الحارة" و"وردة شامية"، إلا أن هذا المسلسل الذي لعبت بطولته رولا الأبيض وفاتح سلمان ورشا الزغبي ووسيم الرحبي، مَرَّ مرور الكرام. وتكرَّر ذلك مع نفس الكاتب في مسلسله "حارة الأصيل" على الرغم من أن العمل لعبت بطولته وقتها مجموعة نجوم سوريين مثل سعد مينة، ناهد حلبي، آندريه سكاف، جمال العلي، غادة بشور وغيرهم. إنما المشكلة لا تكمن في التسويق لهذه الأعمال وظهورها المفاجئ فقط، بل أيضاً في فحواها الرديء الذي لا يُشبِع أي رغبة عند المُشاهِد في مشاهدته.
وبالعودة إلى صفحة "سكر وسط" على فيسبوك، نجد أن هذه الإنتاجات المفاجئة نفسها بدأت تظهر، لكن بحُلّة إلكترونية جديدة أكثر رداءة بمراحل وبعناوين سطحية، ساذجة ومسيئة جداً للدراما السورية والمجتمع السوري ككل. ورغم ما ذُكِر من أعمال ذات محتوى هش عُرِضَت بشكل فجائي على القنوات السورية التلفزيونية، إلا أن ذلك أفضل بكثير من إتاحة المجال لهذه الإنتاجات أن تدخل المحتوى الإلكتروني الذي يمكن الولوج إليه وعرض أي محتوى فيه من دون حسيب أو رقيب.