"داعش" يستعد لخوض معركة الموصل بمقاتلين أجانب

16 يوليو 2016
تقدّمت القوات العراقية نحو مناطق عدة بالموصل(حيدر علي/فرانس برس)
+ الخط -
حصلت "العربي الجديد" على معلومات مهمة تتعلق بما يدور حالياً في مدينة الموصل، 500 كيلومتر شمالي بغداد، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ يونيو/حزيران 2014، في وقت حققت فيه القوات العراقية تقدّماً كبيراً، خلال الأيام الماضية، واستعادت مناطق واسعة من المدينة، أهمها مطار القيارة.

وتفيد المعلومات بأن التنظيم يستعد لمعركة داخل المدينة، يعتمد فيها على قوة من المقاتلين الأجانب، وأنه سيواجه مقاومة من قبل قوى شعبية من الداخل، والقوات العراقية من جانب آخر. مصادر من داخل قوى المقاومة التي بدأت تتحرك بشكل واسع داخل المدينة، في خلال الأيام القليلة الماضية، تؤكد لـ"العربي الجديد" أنّ "التنظيم تم اختراقه" من قبلهم، وصارت تلك القوى تملك معلومات مهمة عن تحركات وخطط التنظيم، وهو ما دعا الأخير إلى عزل عناصره في مجاميع وقوات متفرقة ومختلفة، وفرّق بين عناصره الأجانب والعراقيين.

وتبين المصادر أن قيادة التنظيم لم تعد تثق بمقاتليها العراقيين، وتأكد لها وجود خرق أمني داخل قياداتها، كشفه "استمرار عمليات قتل عناصرها من قبل قوى المقاومة، والقصف الدقيق لمواقعها السرية. وتشير إلى أن "عمليات استهداف عناصر التنظيم مستمرة منذ أشهر، وبدأت تشهد ارتفاعاً منذ نحو شهر". وتوضح مصادر المقاومة الشعبية أن "عناصر من داعش معروفين في صفوف التنظيم، هم في حقيقة الأمر يعملون بالخفاء في صفوف المقاومة"، لافتة إلى أنّه "عن طريق هؤلاء، تصل معلومات مهمة وحساسة لقيادات المقاومة التي توصل المعلومات للقوات الأمنية العراقية والقوات الأميركية"، على حد قول هذه المصادر.

وتضيف المصادر ذاتها أنّ قيادة "داعش" عمدت إلى عزل مناطق القيارة (60 كيلومترا جنوبي الموصل)، والشرقاط (96 كيلومتراً جنوبي الموصل)، والحويجة (127 كيلومتراً جنوبي الموصل)، والرياض، شرقي صلاح الدين (205 كيلومترات جنوبي الموصل)، بعدما أصبحت هذه المناطق محاصرة من قبل القوات العراقية، وهو ما شجع المقاومة على التقدم نحو نقاط المراقبة والتفتيش التابعة لـ"داعش" في هذه المناطق، وقتل بعض عناصره.

وتؤكد المصادر أنه تمّ تشكيل ما يسمى بـ"درع ولاية نينوى" بقيادة المدعو "أبو صفية" المعروف بـ"أبو عمر القوقازي". وتوضح أن قسماً من هذا التشكيل تقدم إلى الشرقاط، وقسماً آخر نحو القيارة، لفك الحصار والعزلة عن هذه المناطق، مؤكدة أنه "من المقرر أن يتم خلال اليومين المقبلين حصول معارك طاحنة". وتكشف المصادر أنّ تشكيل "درع ولاية نينوى" مكوّن من الأجانب فقط، وليس بينهم أي عراقي، فيما يتجاوز عددهم الألف مقاتل. ومن أشد فرقه وأقواها "كتيبة ستيفن الأميركي"، واسمه الحقيقي علي، وهو أميركي الجنسية من أصول أفريقية، وموجود حالياً في قرية العوسجة التابعة لناحية القيارة لقيادة مقاتليه.




وهناك أيضاً "كتيبة أبو عبدالرحمن الشيشاني" الموجودة في الشرقاط. والكتيبتان مستقلتان إدارياً وعسكرياً عن "داعش"، وتضمان في صفوفهما "أقوى وأمهر المقاتلين الأكراد الإيرانيين المعروفين بالاقتحامات"، وفق معلومات هذه المصادر. يضاف إلى ذلك، بحسب المصادر، انضمام المقاتلين الهاربين من الفلوجة وعددهم حوالي 6 آلاف مقاتل لولاية دجلة، وهي ولاية الأطراف الغربية للموصل.

وفي داخل المدينة، تلفت المصادر إلى أن قيادة "داعش" تركز حالياً على حفر الأنفاق، وهو ما يعني أنهم يسعون إلى التحصين داخل المدينة، ومواجهة القوات العراقية داخلها، وهو ما سيمنحهم فرصة الاحتماء من قصف طائرات التحالف الدولي، المعروفة بدقة إصابة أهدافها؛ تفادياً لوقوع قتلى بين المدنيين الذين يقارب عددهم مليونا نسمة هناك. وتؤكد المصادر أن "طرد داعش من الموصل والانتصار عليه بات قريباً"، وأنّ معظم الأهالي ضد التنظيم، ويدعمون المقاومة في المدينة، وهو ما يرونه عاملاً أساسياً في تحرير مدينتهم من التنظيم.

في هذا السياق، يقول قائد قوات الجيش في نينوى، اللواء الركن نجم الدين الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن عملية التقدم تتم بحذر لكن الأهم أن هناك تقدماً"، مضيفاً أنّ "الوقت غير مهم بالنسبة لنا ما دمنا نستعيد الأراضي من التنظيم، ونتقدم بطريقة الزحف والالتفاف بدعم جوي أميركي سخي". ويرجّح استعادة الموصل نهاية العام الحالي. "الخطط التي تم إعدادها قد تكون الأولى من نوعها في تاريخ الحروب الحديثة"، على حدّ تعبيره.

وفرض "داعش" سيطرته على مدينة الموصل في يونيو/حزيران 2014، ومنها توسّع ليضم تحت سيطرته مناطق واسعة في الأنبار (غرب)، وصلاح الدين (شمال)، وديالى (شمال شرق)، وبابل (وسط). وتشن القوات العراقية، مدعومة بطيران التحالف الدولي، هجمات على أطراف المدينة الجنوبية، وتمكنت، أخيراً، من تحقيق انتصارات مهمة، سيطرت خلالها على مناطق واسعة في أطراف الموصل.


المساهمون