"بينالي مرّاكش 6": ما الجديد الآن؟

25 فبراير 2016
(من الدورة الماضية)
+ الخط -

قد يبدو شعار "لا جديد الآن" الذي اختاره القائمون على "المهرجان الدولي للفنون التشكيلية العتيقة" لدورته السادسة، التي انطلقت فعالياتها أمس في مرّاكش، غريباً، وربّما متناقضاً مع طبيعة الفنون التي لا تنفكّ تبحث مناطق خصبة وأنماط تعبيرية جديدة، وأيضاً مع طبيعة المهرجانات الثقافية نفسها، والتي يُفترض أنها تُقدّم لجمهورها جديداً في كل دورة جديدة.

لكن إلقاء نظرة سريعة على الموقع الرسمي للتظاهرة، المعروفة أيضاً باسم "بينالي مرّاكش"، يجعلنا نقف أمام صياغات أخرى للشعار الذي كُتب باللغة الإنجليزية بالمعنى نفسه الذي يفيده بالعربية (not new now)، بينما جاءت صياغته بالفرنسية على شكل تساؤل: "ما الجديد الآن؟" (quoi de neuf la).

يثير الأمرُ تساؤلاً عن أيّ من المعنيين هو المقصود، وهل وجود صياغتين مختلفتين مجرّد خطأ وقع فيه القائمون على تظاهرة استطاعت خلال أكثر من عقد من تأسيسها على أن تنتزع لها مكانةً بارزة ضمن التظاهرات الثقافية الكثيرة في المغرب، أم أنه اختلاف مقصود؛ بهدف لفت الانتباه إلى ثنائية الفن "العتيق" والفن المعاصر التي يرتكز عليهما المهرجان.

هكذا، يُصبح التساؤل عن الجديد مدخلاً لاستكشاف برنامج الدورة السادسة، بينما يفيد "لا جديد" بأن الإنتاجات الفنية، مهما بدت جديدة ومبتكرة، ليست سوى تدوير لأشكال وأفكار سابقة، على طريقة "هل غادر الشعراء من متردّم؟". هذه مجرّد قراءة.

بعيداً عن الشعار، فإن التظاهرة، التي تحتضنها المدينة التاريخية المغربية مرّة كلّ سنتين منذ 2004، ستستمرّ طيلة 11 أسبوعاً، تحديداً حتى الثامن من أيّار/ مايو المقبل، مسلّطة الضوء على موضوع الآثار، من خلال التركيز على الآثار والبعد التاريخي في القارة الأفريقية، إلى جانب برنامج ثقافي وفني يتضمّن معارض في الفن التشكيلي ومعارض أرشيفية وندوات ومحاضرات وأمسيات فنية تتوزّع على فضاءات مختلفة في مرّاكش، ويشارك فيها فنانون وباحثون من داخل المغرب وخارجه. ولأوّل مرة، ستكون جميع العروض مفتوحةً للجمهور بشكل مجاني.

من الفنانين التشكيليين المشاركين في التظاهرة: قادر عطية من الجزائر، هبة أمين من مصر، منى حاطوم ومرينا بامية من فلسطين، إضافة إلى قرابة خمسين تشكيلياً من أوروبا وأفريقيا وآسيا وبلدان أميركا اللاتينية.

وبحسب الرئيس التنفيذي للمهرجان، محمد أمين قباج، فإن التظاهرة تهدف إلى "التعريف بمؤهلات المغرب وقدراته الفنية، وإبراز الهوية الثقافية المغربية التي تتغذّى من التأثيرات المتعدّدة، الإسلامية والأمازيغية والعربية والأفريقية"، وأيضاً تسليط الضوء على "فن معاصر أكثر جرأة، مستلهم من الحاضر".

يُذكر أن المهرجان تُنظّمه "جمعية بينالي مراكش" التي تأسّست عام 2004، بهدف "جعل المدينة الحمراء (مرّاكش) أرضية للفن المعاصر في أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط".

المساهمون