"المهرجان الدولي للشعر": قراءات في سيدي بوسعيد

24 يونيو 2018
(من سيدي بوسعيد، تصوير: سيلفان غراندادم)
+ الخط -

تختتم اليوم الدورة الخامسة من "المهرجان الدولي للشعر" الذي تحتضنه ضاحية سيدي بوسعيد بالقرب من تونس العاصمة، ولا شك أن القيمة الرمزية للمكان كان لها دورها في الدفع بهذه التظاهرة حيث إن سيدي بوسعيد راكمت على مدى قرن تقريباً سمعة "البلدة الفنية"، على خلفية أن عدداً من الفنانين، معظمهم من التشكيليين الفرنسيين والتونسيين، أقاموا فيها لسنوات طويلة وجعلوا منها مصدر إلهام.

وإن كان من الجدير هنا الإشارة إلى أن هذه القيمة قد تبدّدت بعض الشيء بسبب همينة الجانب السياحي على سيدي بوسعيد منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي أطفأ الكثير من إشعاعها، وقد تكون تظاهرات ثقافية مثل "المهرجان الدولي للشعر" مناسبة لـ"استرجاع" صورتها الأولى.

سيدي بوسعيد ليست مجرّد مكان يحتضن التظاهرة فهي حاضرة في جميع فعاليات المهرجان باعتبار أن ساحاتها هي الفضاء الذي تقام فيه القراءات الشعرية، وهو خيار من المشرفين، حيث كثيراً ما جرت الإشارة إلى رهان الخروج بالشعر من الفضاءات المغلقة.

ومن بين الإضافات التي يقدّمها المهرجان أن عدداً من الأمسيات تنظّم من دون برنامج مسبق، حيث يتجمع عدد من الشعراء في أحد فضاءات المدينة، من ساحات ومقاه، ويلتقون بجمهور عفوي (معظمه من السيّاح) لا يكون حضور أمسية شعرية ضمن برنامجه في زيارة سيدي بوسعيد.

يشارك في الدورة الحالية 25 شاعراً من 15 بلداً، منهم لورا كازيّس من إسبانيا، وإيفون لمان من فرنسا، ودافيد روندوني من إيطاليا، ومحمد بن طلحة من المغرب، وعلي العامري من فلسطين، والشاعران العراقيان هاتف جنابي وصلاح فائق، وجوزيه باولو سانتوس من البرتغال، وجوفنوفيتش دانيلوف من صربيا، وإيفي دويان من تركيا، بالإضافة إلى ثلاثة شعراء من تايوان، هم لي كوي-شان وشان سيو-شان ولين سوي-مي، وثمانية أسماء من تونس، هم: فضيلة الشابي وخديجة قظوم وأسماء الغيلوفي وعبد العزيز قاسم وأمل خليف وسمير المرزوقي والناصر المولهي وصبري الرحموني.

ويمكن من خلال هذه الأسماء أن نلاحظ تعدّد المناخات الشعرية التي قليلا ما يحتك بها الجمهور التونسي، والعربي عموماً، لكن مقابل ذلك يمكن أن نلاحظ أن الدورة الحالية حملت عنوان "ثلاثة أيام للسلام"، وهو ما يضع هذه المشاركات في إطار مضموني مكرّس بعض الشيء، وإن كان الشعراء يجتهدون في الغالب لكسر مثل هذه الدوائر.

من جهة أخرى، يأتي "المهرجان الدولي للشعر" في سيدي بوسعيد ضمن سلسلة من التظاهرات الشعرية في تونس، آخرها "أيام قرطاج الشعرية" (في دورتها الأولى)، ورغم الدعاية الرسمية التي تؤكّد على نجاح هذه التظاهرات يبقى التساؤل قائماً: هل تنعكس هذه النجاحات على الحركة الشعرية في تونس، أم أنها تظل مجرّد تظاهرة ذات نزعة مناسباتية فلا نلحظ أثرها إلا بعض الأيام؟

المساهمون