"الملتقى الدولي للكاريكاتير": الثقافة كفضاء للسخرية

04 يوليو 2019
(نجيب محفوظ في أحد أعمال الملتقى)
+ الخط -

يحتاج فن الكاريكاتير إلى الكثير من الحريات، السياسية والاجتماعية والدينية، لكي يقارب وينتقد القضايا المختلفة من دون مواربة، كما ينبغي لفن الكاريكاتير أن يكون، من حيث أنه في الأصل فن احتجاجي وليس استعادياً ولا احتفائياً.

من هنا، يبدو أمر انعقاد ملتقى دولي في مصر لهذا الفن مفارقة كاريكاتيرية بحدّ ذاتها، فلا طعم له ولا لون بلا حرية النقد والسخرية والتهكّم من المحظورات التي تطول قائمتها في "أم الدنيا" هذه الأيام.

ينطلق "الملتقى الدولى السادس للكاريكاتير"، عند السابعة من مساء الأحد المقبل في "قصر الأمير طاز" ليعالج موضوع "الثقافة"، لأنها "القوة الناعمة التى تدفع الشعوب للتقارب، ومزج الحضارات، ومدّ جسور من العلاقات الجيدة"، وفقاً للقائمين على الملتقى، وربما اختيرت الثقافة لأنها أشبه بمنطقة حرّة وآمنة يمكنك التهكّم والسخرية فيها ولن تجد من رقيب يحاسب على السخرية منها.

كما يحتفي الملتقى الذي يتواصل حتى 21 من الشهر الجاري، بشخصية نجيب محفوظ، من خلال رسم مئة بورتريه كاريكاتيري لصاحب "الحرافيش"، فالموضوع بحدّ ذاته حيادي ومسالم، وقد شهد العامان الأخيران موجة استعادات وحفاوة بشكل كبير لصاحب نوبل.

الملتقى يقام بتنظيم من كلية الفنون الجميلة في "جامعة المنيا"، و"الجمعية المصرية للكاريكاتير"، ويعرض خلاله 420 عملاً فنياً، لأكثر من ثلاثمئة فنان من 71 بلد عربي وأجنبي.

من جهة أخرى، اختار المنظّمون الكويت ضيف شرف الملتقى، كما تحمل الدورة السادسة اسم الفنان المصري الراحل محمد عبد المنعم رخا (1910-1989)، الذي يوصف بأنه أب الكاريكاتير العربي، وكان الملتقى في العام الماضي استعاد تجربة رسام الكاريكاتير صاروخان.

هكذا ملتقى يحتاج لكي يشكّل علامة فارقة إلى رفع السقف عالياً وتحريره من الرقابة، والسماح للجميع الخوض في شتّى المواضيع بلا أي تخوفات وتحسبات، والسلطة حتى وإن لم تعلن رقابتها للملتقى لكن أغلب الظن أن المشاركين أنفسهم يدركون حجم الحريات اليوم في مصر.

دلالات
المساهمون