غصّت المدارس والمساجد بالنازحين والمهجرين الفارين من قصف النظام والطيران الروسي على محافظة إدلب ومحيطها، آلاف العائلات شردت على الطرقات وبين الأشجار في ظل ظروف إنسانية صعبة.
كاميرا "العربي الجديد" التقت بمجموعة من النازحين في منطقة تلتونة شمالي غربي مدينة إدلب، الذين كانوا قد وصلوا في وقت سابق قادمين من منطقة تفتناز التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا مكثفا من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي.
محمد ولفي نازح من قرية كفرنوران، فرّ من القصف مع أقاربه إلى المنطقة، يقول إن أهله نزحوا إلى قريتهم هرباً من قصف النظام، ثم نزحوا مجددا من القرية إلى المكان الذي يقيمون فيه الآن.
ويوضح أنهم فروا دون حمل أي متاع، والآن انقسموا بين من يسكن في مغارة ومن يقيم في خيمة لا تقيه بردا ولا مطرا، مشيرا إلى أنّ بعض الناس ساعدوهم في الحصول على خيمة، ويجلسون الآن كل خمس عائلات في خيمة واحدة.
ويؤكد النازح حاجتهم الماسة إلى الماء خاصة ماء الشرب، كما يشير إلى نقص الطعام والخبز والدواء.
أما أمّ محمد فلها قصة مأساوية قبل النزوح وبعده، ترويها لـ"العربي الجديد" قائلة " فقدت ابني ذي الأربعة عشر عاما رفقة طفلتي ذات الأحد عشر شهرا، بينما أصيب باقي أطفالي جراء انفجار عبوة ناسفة في منزلي".
لم يفخخ أحد منزلها، كل ما في الأمر أن طفلها كان يعمل في تجميع البلاستيك وبيعه ليعين والدته، وقبل شهرين خرج ليجمع البلاستيك، وعند عودته كان قد وجد صندوقا بلاستيكيا حمله إلى المنزل كي يبيعه لاحقا، لكن الموت كان أسرع إلى الطفل الذي لم يبق منه شيء وفق حديث أمه.
تضيف الأم " كانت قطعة البلاستيك تلك عبوة ناسفة وضعها مجهولون على قارعة الطريق، ليحملها ابني، بينما كنت أطهو، سمعت صوت الانفجار، عندما فتحت الباب سقط رأس طفلتي بين يدي".
تعاني أم محمد من صعوبة في تأمين الدواء لأطفالها المصابين، فضلا عن الحليب لطفلها الرضيع، وتشتكي من أنها لم تدرس ولم تتعلم أيضا، تحتاج كل يوم لمبلغ مالي لتلبية حاجيات أطفالها.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 وحتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بلغ عدد النازحين في إدلب أكثر من مليون نازح وفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية".
وأشار الفريق إلى أن 3.1 ملايين نسمة في إدلب بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، وذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري على المنطقة بدعم روسي.