"الساحة الحمراء للكتاب": كمّامات لقراءة الأدب

خلافاً للأعوام السابقة، يتعيّن على زوّار "مهرجان الساحة الحمراء للكتاب" في موسكو الذي افتتح أمس السبت ويتواصل حتى مساء غدٍ الإثنين، الخضوع لفحوصات درجة الحرارة، وارتداء القفازات والكمّامات، وممارسة الابتعاد الاجتماعي، بعد أيام من تخفيف قيود الحظر في العاصمة الروسية بسبب انتشار "كوفيد -19".

تشهد الدورة الحالية من التظاهرة التي تقام سنوياً منذ عام 2015 على الجانب الآخر من الكرملين، عزوف العديد من الناشرين الروس عن المشاركة، مع توقّعات بجمهور أقل قياساً بالسنة الماضية التي تجاوز فيها عدد الحاضرين ثلاثمئة ألف، وعقدت لقاءات مع كتّاب بارزين في البلاد مثل يفغيني فودولازكين وإدوارد رادزينسكي وسيرغي لوكيانينكو.

وكانت "منظّمة الصحة العالمية" قد أوصت بعدم زيارة أكثر من ثمانية عشر ألف زائر، وأن يقتصر الدخول للساحة على ألف شخص فقط في المرة الواحدة، وأن يحتفظ الزوّار بمباعدة طولها متر ونصف في أقسام المهرجان الأربعة: الأدب، والكتب غير الأدبية، ومسرح الأطفال، وخط المتحف.

كما يجب أن يحمل الزائر تصاريحه الرقمية التي تخوّل له مغادرة بيته خلال الجائحة، وتضطر العائلات أن تذهب إلى جناح الصغار من دون مرافقة صغارهم الذين هم أقل من سبع سنوات، كما سيحرم من تزيد أعمارهم عن خمسة وستين عاماً من الدخول.

ينطلق المهرجان بحضور مئتي دار نشر معظمها من موسكو، حيث لم يتمكّن الناشرون من بقية المدن من المشاركة، وسيتوزّع برنامج الفعاليات الثقافية في الساحة نفسها وفضاءات أخرى منها: "المكتبة العمومية للأطفال" و"متحف بوشكين الحكومي للفنون الجميلة"، و"ومتحف فلاديمير داهل للأدب".

ويتوقّع أن يلتقي الجمهور بعدد من الكتّاب مثل وسيرجي شارغونوف، وأندريه روبانوف، وسيرجي شارغونوف، وديمتري فودينيكوف، بينما فضّل آخرون لقاءات افتراضية مثلما فعل أوليغ روي وداريا دونستوفا، وأعلن عن مشاركتهم قبل عشرة أيام من افتتاح "الساحة الحمراء"، بينما كان يحدث ذلك قبل أشهر في الدورات السابقة.

الانطلاق أتى هذا العام وسط معارضة من العديد من الناشرين الذي أشاروا إلى أن فتح المكتبات العامة في موسكو، ومدن روسيا، منذ مطلع الشهر الجاري، يعدّ خطوة كافية ولا حاجة إلى تنظيم أنشطة جماعية قد تتسبّب بمزيد من الإصابات بالفيروس الجاري، في وقت تجاوز عدد المصابين أربعمئة وخمسين ألفاً في روسيا.

يُذكر أن "مهرجان الساحة الحمراء للكتاب" الذي يعرض الإصدارات القديمة والجديدة معاً، يأتي في ظلّ تأجيل وإلغاء جميع معارض الكتاب حول العالم منذ آذار/ مارس الماضي.