لثلاث سنوات على التوالي مرت "بيكسار" بمرحلة عدم اتزان لأول مرة في مسيرتها، في 2011 نال فيلم Cars 2 استقبالاً سلبياً من النقاد ــ لأول مرة في تاريخ الشركة ــ وفي 2012 بدا أن Brave – الذي يدور حول أميرة وحكاية أسطورية ــ أقرب لأفلام ديزني وليس أفلام بيكسار، وفي 2013 اعتبر المشاهدون أن Monsters University فيلم لطيف، ولكنه أقل في المفاجأة والخيال من أفلام الشركة الأهم.
لذلك توقفت الشركة عن الإنتاج في عام 2014، فـ "بيكسار" منذ بداية رحلتها تحاول خلق "سمعة" مرتبطة بها، ومفادها أن أي فيلم جديد هو تجربة رائعة، وارتباطها بـ "أفلام عادية أو متفاوتة" في عمل رابع على التوالي لم يكن مقبولاً، لذلك أخذوا وقتاً أطول.. للتأني والعمل البطيء على إنتاجهم الجديد الذي يحمل اسم Inside Out. ومع العرض الأول للفيلم على هامش مهرجان "كان".. ودقائق التصفيق الطويلة والمديح النقدي اللافت الذي ناله، بدا واضحاً أن الشركة عادت لمكانتها.
الفيلم يدور في خطين متوازيين، الأول هو الحياة (الخارجية) لطفلة في الحادية عشرة من عمرها، والثاني هو حياتها (الداخلية) من خلال تجسيد للمشاعر الإنسانية التي تشكل انفعالاتها وقرارتها.. 5 مشاعر هي (الفرح، الحزن، الغضب، الخوف، الاشمئزاز) قبل أن نذهب في رحلة أطول داخل رأسها.
أبرز ما يميز الفيلم وكان مفتقداً في أفلام الشركة الأخيرة هو... الخيال، هذا أول فيلم "أصلي" ليس جزءاً ثانياً لأول مرة منذ 5 سنوات ــ مع استثناء Brave الذي يبدو أصلاً كإعادة إنتاج لقصة قديمة ــ تلك الأصالة جعلتنا نتحرك في عوالم جديدة قادرة على إبهارنا واستفزاز توقعاتنا. كلما تقدم الفيلم رأينا "فكرة" أو "تخيلاً" عظيماً ومفاجئاً لصناع الفيلم عن الصورة التي تعمل بها مشاعر وعقل الإنسان، بدءاً من المركز الرئيسي الذي توجد فيه المشاعر، الذكريات المركزية، الذكريات اليومية المحفوظة في أرشيف ويتم إعدام بعضها بشكل دوري، الصديق الخيال، اللاوعي، الركن الخاص بالإبداع، كيف نحلم وكيف نفكر، تحويل العقل نفسه لمجموعة من الموظفين يقومون بمهام يومية، وفي كل هذا هناك عظمة حقيقية في الرحلة للداخل وفي استكشاف ما يحمله الفيلم لك مع تتابع أحداثه.
الشيء الثاني المميز في الفيلم هو التوازن والمونتاج الرائع بين الحياة الخارجية والحياة الداخلية، صنع خطين منفصلين في الحكاية، كل منهما لديه سرد وحكاية منفصلة، ولكن يتأثر كل منهما بالآخر إلى هذا الحد. كاريكاتيرية تصميم المشاعر المقصود والرائع جداً والذي يخلق كوميديا تلقائية في التفاعل بينهم، في مقابل الاتجاه الدرامي لحياة "رايلي" نفسها، صخب إيقاع رحلة "الفرح والحزن" من أجل العودة للمركز الرئيسي.. في مقابل صدمات "رايلي" في إيقاع حياتها الفاتر بعد الانتقال، حتى على صعيد الصورة والألوان والرسوم.. هناك عالمان فعلاً في كل شيء ولكنهما صنعا بتمازج وتكامل مدهش لا يفلت على مدار الأحداث.
أما الشيء الأخير فهو الطريقة "السلسة" جداً التي يصل بها في النهاية إلى غايته الأساسية، عن كونِ الحياة ليست مجرد "فرح" فقط، ولكن مشاعر أخرى قد تصنع أهمية وقيمة ذكرياتنا وأنفسنا، وأن المشاعر مع الوقت تكون متداخلة إلى حد كبير، وصل الفيلم لذلك بشكل "مدهش" لأننا حتى كمشاهدين كبار للفيلم كنا نريد أن تعود "فرحة" وتجعل "رايلي" سعيدة.. ونشعر بالتورط معها لأن البقية سيجعلون الوضع سيئاً، قبل أن نكتشف "معها" أن الأمور فعلاً أعقد من ذلك.
فيلم Inside Out هو العودة الرائعة لـ "بيكسار" بعد سنوات من الترنح، ومع أن عشاق الشركة لا يفضلون كثيراً الاتجاه إلى الأجزاء الثانية، إلا أن هذا الفيلم تحديداً يصلح تماماً لوجود أجزاء أخرى لا تقل روعة، ماذا لو تتبعنا حياة "رايلي" الخارجية والداخلية كل عدة سنوات؟ ماذا لو أصبح لدينا بعد 50 عاماً حياتها كاملة موثقة في أفلام كرتون؟ وسواء حدث ذلك أو لا.. فهذا الفيلم سيكون كلاسيكية توضع جنباً إلى جنب مع روائع "بيكسار" الأخرى.
لذلك توقفت الشركة عن الإنتاج في عام 2014، فـ "بيكسار" منذ بداية رحلتها تحاول خلق "سمعة" مرتبطة بها، ومفادها أن أي فيلم جديد هو تجربة رائعة، وارتباطها بـ "أفلام عادية أو متفاوتة" في عمل رابع على التوالي لم يكن مقبولاً، لذلك أخذوا وقتاً أطول.. للتأني والعمل البطيء على إنتاجهم الجديد الذي يحمل اسم Inside Out. ومع العرض الأول للفيلم على هامش مهرجان "كان".. ودقائق التصفيق الطويلة والمديح النقدي اللافت الذي ناله، بدا واضحاً أن الشركة عادت لمكانتها.
الفيلم يدور في خطين متوازيين، الأول هو الحياة (الخارجية) لطفلة في الحادية عشرة من عمرها، والثاني هو حياتها (الداخلية) من خلال تجسيد للمشاعر الإنسانية التي تشكل انفعالاتها وقرارتها.. 5 مشاعر هي (الفرح، الحزن، الغضب، الخوف، الاشمئزاز) قبل أن نذهب في رحلة أطول داخل رأسها.
أبرز ما يميز الفيلم وكان مفتقداً في أفلام الشركة الأخيرة هو... الخيال، هذا أول فيلم "أصلي" ليس جزءاً ثانياً لأول مرة منذ 5 سنوات ــ مع استثناء Brave الذي يبدو أصلاً كإعادة إنتاج لقصة قديمة ــ تلك الأصالة جعلتنا نتحرك في عوالم جديدة قادرة على إبهارنا واستفزاز توقعاتنا. كلما تقدم الفيلم رأينا "فكرة" أو "تخيلاً" عظيماً ومفاجئاً لصناع الفيلم عن الصورة التي تعمل بها مشاعر وعقل الإنسان، بدءاً من المركز الرئيسي الذي توجد فيه المشاعر، الذكريات المركزية، الذكريات اليومية المحفوظة في أرشيف ويتم إعدام بعضها بشكل دوري، الصديق الخيال، اللاوعي، الركن الخاص بالإبداع، كيف نحلم وكيف نفكر، تحويل العقل نفسه لمجموعة من الموظفين يقومون بمهام يومية، وفي كل هذا هناك عظمة حقيقية في الرحلة للداخل وفي استكشاف ما يحمله الفيلم لك مع تتابع أحداثه.
الشيء الثاني المميز في الفيلم هو التوازن والمونتاج الرائع بين الحياة الخارجية والحياة الداخلية، صنع خطين منفصلين في الحكاية، كل منهما لديه سرد وحكاية منفصلة، ولكن يتأثر كل منهما بالآخر إلى هذا الحد. كاريكاتيرية تصميم المشاعر المقصود والرائع جداً والذي يخلق كوميديا تلقائية في التفاعل بينهم، في مقابل الاتجاه الدرامي لحياة "رايلي" نفسها، صخب إيقاع رحلة "الفرح والحزن" من أجل العودة للمركز الرئيسي.. في مقابل صدمات "رايلي" في إيقاع حياتها الفاتر بعد الانتقال، حتى على صعيد الصورة والألوان والرسوم.. هناك عالمان فعلاً في كل شيء ولكنهما صنعا بتمازج وتكامل مدهش لا يفلت على مدار الأحداث.
أما الشيء الأخير فهو الطريقة "السلسة" جداً التي يصل بها في النهاية إلى غايته الأساسية، عن كونِ الحياة ليست مجرد "فرح" فقط، ولكن مشاعر أخرى قد تصنع أهمية وقيمة ذكرياتنا وأنفسنا، وأن المشاعر مع الوقت تكون متداخلة إلى حد كبير، وصل الفيلم لذلك بشكل "مدهش" لأننا حتى كمشاهدين كبار للفيلم كنا نريد أن تعود "فرحة" وتجعل "رايلي" سعيدة.. ونشعر بالتورط معها لأن البقية سيجعلون الوضع سيئاً، قبل أن نكتشف "معها" أن الأمور فعلاً أعقد من ذلك.
فيلم Inside Out هو العودة الرائعة لـ "بيكسار" بعد سنوات من الترنح، ومع أن عشاق الشركة لا يفضلون كثيراً الاتجاه إلى الأجزاء الثانية، إلا أن هذا الفيلم تحديداً يصلح تماماً لوجود أجزاء أخرى لا تقل روعة، ماذا لو تتبعنا حياة "رايلي" الخارجية والداخلية كل عدة سنوات؟ ماذا لو أصبح لدينا بعد 50 عاماً حياتها كاملة موثقة في أفلام كرتون؟ وسواء حدث ذلك أو لا.. فهذا الفيلم سيكون كلاسيكية توضع جنباً إلى جنب مع روائع "بيكسار" الأخرى.