"أيام شيفيلد": سينما المنسيّين

29 مارس 2016
(لقطة من "أم غايب" لـ نادين صليب)
+ الخط -

تُعيد مجموعة الأفلام المشاركة في "أيام مهرجان شيفيلد"، التي تُقيمها "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام" في سينما "مسرح الرينبو" في عمّان، إبراز عوالم وقصص هامشية، سواءً فردية أو جماعية، ونقلها إلى المركز.

الدورة الثالثة، التي انطلقت في 26 من الشهر الجاري وتستمر حتى 31 منه، تضمّ ستة أفلام وثائقية، عربية وأجنبية، تتنوّع في حكاياتها التي تسردها، لكنها تظلّ ضمن إطارٍ واحد، شكّل ثيمة الدورة الأخيرة من "مهرجان شيفيلد" المتخصّص في الأعمال التسجيلية.

بدأت العروض مع عمل بعنوان "لسّه عايشة"، للمخرجة الأردنية أسماء بسيسو. يحكي الفيلم قصة فتاة نشأت في ملجأ للأيتام، هي الآن في الـ 27 من عمرها، ودرست علم النفس. انطلاقاً من تخصّصها الأكاديمي، تعود عائشة إلى ذكرياتها القديمة في الملجأ، وتحاول سرد ما تعرّضت إليه من سوء معاملة على ضوء سردية سيكولوجية.

مع قصص تتعلّق بالمرأة أيضاً، تواصل التظاهرة عروضها اليوم بفيلم "أخوات في السرعة" للمخرج الفلسطيني أمير فارس. يقتبس العمل عنوانه من اسم فريق لسباق السيارات يتألّف من خمس نساء. يصوّر الشريط رحلة مثيرة في عالم القيادة والسرعة الذي كان يقتصر على الرجال فقط.

غداً، يكون الجمهور على موعد مع "أرض العصابات" للمخرج الأميركي ماثيو هاينمان. يذهب المخرج إلى الحدود المكسيكية الأميركية؛ حيث يجري تهريب المخدّرات إلى داخل الولايات المتّحدة. يركّز الإعلام هناك على أنّ هؤلاء مجرّد مجرمين، بينما يحاول الفيلم أن يسلّط الضوء على حياة المهرّبين ومعاناتهم مع الفقر، والمخاطر التي يعرّضون أنفسهم إليها من أجل تدبّر لقمة العيش.

فيلم الختام (31 آذار/ مارس)، "أم غايب"، لـ نادين صليب، يعود إلى المرأة أيضاً، من خلال قصّة حنان؛ امرأة تسكن في منطقة نائية في مصر، وتتوق إلى إنجاب طفل، لكن عدم قدرتها على ذلك، يجعلها منبوذة من محيطها.

هكذا، تحاول "أيام مهرجان شيفيلد" تقديم سينما وثائقية تبعتد عن على القصص الكبرى، مقابل الذهاب إلى المناطق المنسية في عدّة بلدان عربية وأجنبية، لتركّز على صورة الفرد ضمن البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها، أو الجماعة في سياقها السوسيولوجي.


اقرأ أيضاً: "زنزانة" عربية تسعنا جميعاً

دلالات
المساهمون