"أيام السينما الجزائرية": هل تكفي أربعة أفلام؟

23 اغسطس 2015
من "فاطمة نسومر" لـ بلقاسم حجاج
+ الخط -

إنها أربعة أفلام  فقط، لكن الجهة المنظمة لعرضها تسميها "أيام السينما الجزائرية" في عمّان. الجزائر التي أصبحت اليوم من أغزر البلاد العربية إنتاجاً سينمائياً تستحق تظاهرة لا تقل عن تلك التي تحتفي بالأوروبية لتغطي جزءاً من تنوع الإنتاج فيها.

كان يمكن للعروض التي تنظمها "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام"، وتستمر حتى 26 من الشهر الجاري أن تراعي هذا الغنى في التجارب والأجيال السينمائية الجزائرية، وأن تجعل من هذه الأيام تظاهرة حقيقية.

الأفلام الأربعة المقدّمة هي "راني ميت" لـ ياسين محمد بن الحاج و"فاطمة نسومر" لـ بلقاسم حجاج، و"البئر" لـ لطفي بوشوشي، إضافة إلى الفيلم الفرنسي "الجزائر من أعلى" لـ يان إرتوس برتران.

يتناول فيلم "فاطمة نسومر" (120 دقيقة، 2014) سيرة واحدة من رموز المقاومة الشعبية الجزائرية في القرن التاسع عشر، والتي ناضلت ضد الحملات الفرنسية المتكرّرة على منطقة القبائل، مسقط رأسها، حتى وقعت في الأسر عام 1857 مع عدد من المجاهدات، واقتيدت إلى المعتقل حيث توفيت بعد ستّة أعوام، وهي لم تتجاوز 33 سنة من عمرها.

أما فيلم بوشوشي "البئر" (93 دقيقة، 2014)، فيعود إلى عام 1960، وبالتحديد إلى إحدى قرى الجنوب التي لا يُذكر اسم محدد لها طوال الفيلم. يشتبه الجيش الفرنسي بأن القرية تؤوي مجاهدين قضوا على مجموعة من الجنود الفرنسيين؛ فيعرّضها لحصارٍ قاسٍ.

ونظراً إلى انعدام مصادر للمياه النظيفة في القرية، يفتك العطش شيئاً فشيئاً بأهلها، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة خيارات صعبة أمام موتٍ محتّم، فيضطرّون إلى الدخول في المقاومة المسلحة. الفيلم أنجز ضمن موجة أفلام جزائرية أنتجت بمناسبة خمسينية الاستقلال.

في "راني ميت" (95 دقيقة، 2014)، يخوض المخرج في عالم الجريمة في الجزائر. إذ تدور أحداث الفيلم حول عمر، وهو رب أسرة تدفعه ظروفه المالية إلى سرقة سيارة من أجل اقتناء قناع لابنه كي يشارك في مسرحية مدرسية. سرعان ما يجد البطل نفسه متورّطاً مع عصابة لا تكف عن ملاحقته.

ينطلق الوثائقي "الجزائر من أعلى" لـ يان إرتوس برتراند من ثلاث مناطق جغرافية، فيمر بمدن الشمال الحديثة، وتلتفت الكاميرا إلى شواطئ المتوسط إلى أن تقترب من المساحات الريفية في الوسط. أما المنطقة الأخيرة فهي الجنوب الشاسع والذي يبدو كأنه عالم آخر بصحرائه المترامية.

بدءاً من وهران يستكشف فيلم برتران الساحل ويزور السهول الزراعية في متيجة، فسفوح جبال أطلس ويتتبع المنحدرات من العاصمة والشواطئ، حتى القمم الجبلية الباردة وصولاً إلى الصحارى ليكشف عن تنوّع كبير.

دلالات
المساهمون