أعلن مكتب "أونروا" في لبنان عن تلقيه مساعدة يابانية قدرها 5.5 ملايين دولار ساهمت في ترميم منازل في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين تضررت جراء اشتباكات وقعت العام الماضي، وأكثر من نصف مليون دولار لدعم القطاع الصحي في مخيمات لبنان وسورية.
ونظم مكتب "أونروا" الميداني، بالتعاون مع السفارة اليابانية في لبنان احتفالاً في فندق جيفينور روتانا في العاصمة بيروت، أعلن خلاله عن إنجاز إصلاح المنازل التي تضررت جراء الاشتباكات التي وقعت بين فصائل ومجموعات مسلحة في عام 2017 في مخيم عين الحلوة الواقع عند أطراف مدينة صيدا الجنوبية.
وأعلن السفير الياباني في لبنان ماتاهيرو ياماغوتشي، أن المساهمة الجديدة من بلاده لـ "أونروا" بقيمة 5.5 ملايين دولار أميركي، هدفها تخفيف وطأة الأزمة السورية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وأكد ياماغوتشي، استمرار اليابان في دعم الشعب الفلسطيني. وقال في كلمة خلال الحفل: "على الرغم من حسن الضيافة اللبنانية يعاني الشعب الفلسطيني من القيود القانونية التي تحد من حقوقه، وستستمر اليابان في دعم الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه الأساسية وتحقيق طموحه".
وشكر السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، السفير الياباني الذي استجاب بسرعة لندائه، إذ سبق له أن وعد سكان المنازل المتضررة جراء الاقتتال في المخيم، بتأمين التمويل اللازم لإعادة ترميم منازلهم.
وتحدث مدير عام "أونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، بتفصيل أكبر عن المنح اليابانية وأهميتها. وقال: "يسرنا أن نجتمع للإعلان عن مساهمة جديدة بقيمة 5.5 ملايين دولار للاستجابة للأزمة الصحية، كما قدمت اليابان 580 ألف دولار لتعزيز الرعاية الصحية ما سيسمح بتوفير الخدمات الاستشفائية لأكثر من 6000 لاجئ فلسطيني من سورية ولبنان، بالإضافة إلى الأدوية وخدمات المياه والصرف الصحي في مخيمات اللاجئين في لبنان. ونحتفل باختتام مشروع إعادة تأهيل المساكن الذي كان له الأثر الكبير لعودة اللاجئين إلى منازلهم المعاد تأهيلها".
وتابع كوردوني: "استفادت من هذه المساعدة 974 عائلة في حي الطيري في عين الحلوة، و140 عائلة من مساعدات مالية طارئة"، مشيراً إلى أن اليابان من أكثر الجهات الداعمة "أونروا" إذ قدمت للوكالة بين عامي 2011 و2017 أكثر من 276 مليون دولار، و45 مليون دولار العام الماضي. واعتبر أنه "دعم مهم اليوم أكثر من أي وقت مضى لاسيما في ظل التحديات المالية والسياسية التي ما زالت تواجهها أونروا في هذا العام".
وأوضح ممثل جمعية "النبع"، ياسر داوود، في حديث إلى "العربي الجديد" أن "المخيمات الفلسطينية جزء من الإطار الأوسع وهو الجو اللبناني العام، فإن عانى لبنان من أزمة اقتصادية تكن المعاناة مضاعفة داخل المخيمات، فنسب البطالة إلى ارتفاع وتقليص التمويل لأونروا ينعكس سلباً داخل المخيمات". وأشار داوود إلى ارتفاع كبير في عدد الشباب الفلسطيني الذي يطمح إلى الهجرة ولو عبر البحر.
ولفت مدير مشاريع البنى التحتية لأونروا في لبنان، رشيد عجاوي، في حديث إلى "العربي الجديد" إلى أن "عدد المنازل التي تحتاج إلى ترميم في المخيمات الفسطينية جراء العوامل الطبيعية يبلغ حوالي 20 ألف منزل، وأونروا بحاجة إلى مزيد من التمويل لترميمها جميعها". وأشار إلى أن الحكومة الألمانية قدمت منحة من أجل ترميم منازل في أحد عشر مخيماً، لكنها غير كافية لترميم جميع المنازل.
وتابع عجاوي: "وزعت المنحة الألمانية بحسب حجم المخيمات، وكانت الأولوية في مخيم عين الحلوة لترميم حوالي 450 منزلا من أصل 2000 بحاجة إلى ترميم. وستباشر أونروا بترميمها قريباً. واختيرت المنازل الأكثر تضرراً والتي يعاني أصحابها من وضع اقتصادي صعب".
وأكد عجاوي نية ترميم 100 منزل في مخيم البص، و132 منزلاً في مخيم البرج الشمالي، و300 منزل في مخيم الرشيدية. أما فيما خص مسألة الصرف الصحي في مخيم عين الحلوة، فقال عجاوي: "مسألة الصرف الصحي لها مساعدات مستقلة، وساهمت اليابان بجزء والسعودية بجزء آخر، فيما ساهم الاتحاد الأوروبي بجزء ثالث. وعين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ويعيش فيه حوالي 80 ألف لاجئ فلسطيني".
في حديث إلى "العربي الجديد" قال كلاوديو كوردوني: "لدى أونروا مال حتى شهر مايو/أيار المقبل وتأمن بمساهمة العديد من الدول". وتابع: "هناك جهود تبذل، ونأمل تأمين كامل ميزانيتنا هذا العام. أما فيما يتعلق بالبنى التحتية في المخيمات فلدينا العديد من المشاريع التي تسمح لنا بالعمل على الموضوع".
أما ناصر عبد الغني، وهو أحد اللاجئين في مخيم عين الحلوة، فروى لـ "العربي الجديد" معاناته منذ بدء الاشتباكات حتى ترميم منزله، قائلاً: "عشنا أثناء الاشتباكات لحظات ألم لا توصف. أن يرى إنسان منزله يحترق أمام عينيه أو ينظر إليه من بعيد والدخان يتصاعد منه، الحي بأكمله دمر. وما زلت منذ 6 نيسان 2017 خارج منزلي، وانتهى ترميمه منذ فترة قصيرة جداً. بقينا حوالي سنة كاملة بانتظار الحصول على هبة أو مساعدة للبدء بإعمار حي الطيري، إلى أن وصلت المساعدة اليابانية وبدأ الترميم منذ حوالي سنة. والآن عاد حوالي 80 في المائة من السكان إلى منازلهم، فيما ينتظر الباقون تجهيز منازلهم بالعفش اللازم والعودة إليها".