"أتلانتيكو": لماذا تسكت فرنسا عن قطع الرؤوس بالسعودية؟

04 مايو 2019
انتقادات للصمت الغربي على الإعدامات بالسعودية (Getty)
+ الخط -

كتب المؤرخ والكاتب والصحافي الفرنسي بونوا رايسكي، مقالاً في موقع "أتلانتيكو" الإخباري، اليوم السبت، تطرق فيه إلى الوضع الحقوقي المتردي في المملكة العربية السعودية، لا سيما المصير الذي تعرض له سبعة وثلاثون سعودياً أعدموا بقطع رؤوسهم بالسيف وأمام الملأ.


وتحت عنوان "السعودية، هذه المملكة التي تسْبَحُ الرؤوسُ المقطوعةُ فيها في النفط.." اعتبر رايسكي أن تنفيذ أحكام الإعدام منتشر في السعودية، مقابل الصمت الفرنسي والغربي، الذي عزاه إلى "الذهب الأسود الذي يسمح بالقيام بالكثير من الأشياء، ولذلك نصمت عما يجري".
وأوضح المؤرخ الفرنسي أن أغلبية من قُطعت رؤوسهم ينتمون للأقلية "الشيعية" المعارضة لحكم آل سعود، مضيفاً "إذا كانت رؤوسهم دحرجت في التراب أمام جمهور غفير فإن هذا المشهد يجذب، هناك، كثيراً من الهواة، إضافة إلى أنه يمنح ميزة بث الخوف في قلوب مُعارِضين محتَملين".
ولفت إلى أن بعض من قطعت رؤوسهم تعرضوا للصلب، وتركت جثثهم تتعفّن على صلبان خلال عدة أيام.
ويتعلق الأمر، كما يقول رايسكي، بـ"عقاب يعتبر مشيناً، لأنه العقاب الذي كان يخص به الرومان عبيدهم المتمردين..".
ويتأسف المؤرخ الفرنسي لأن "هذه الجريمة الجماهيرية (107 رؤوس قطعت منذ بداية السنة بالسعودية) لم تحرك احتجاجات من طرف القادة الأوروبيين. على الرغم من أنهم، بلا شك، تقززوا منها في قرارة أنفسهم". ويسخر رايسكي من هؤلاء القادة الغربيين، فيضيف: "لا يجب مطالبتهم بأن يقولوا جهاراً ما يعتقدونه في صمت".


ويعزو سبب هذا النفاق الغربي إلى أن "السعودية حليفٌ لنا"، رغم أنها "ليست صديقة لنا"، لأن "الأمر يتعلق بزواج عقل لا بزواج قلب". ثم يتساءل سؤالاً إنكارياً: "ولكن من سيقاوم جاذبية مليارات البترودولار، ووعود الصفقات المُدرّة والاستثمارات الطائلة؟".
ثم يضيف: "إن الثري العربي له الحق في كل التبجيل والإكرام، بينما يتم احتقار العربي البائس".


وتابع أن "منطق الدولة ومصالح دولةٍ مَا تسمو دوماً على اندفاعات الضمير". ثم يرى رايسكي أن "قبول ما لا يجب قبوله يتضمن عنصرية مخبَّأة، بشكل سيئ". وهناك من سيقول، بشكل مُخْزٍ، إن "هؤلاء الناس لا يشبهوننا ـ ويجب فهمهم"، وهكذا يتم التمترس خلف جملة جبانة: "إن لهم تقاليد يجب علينا احترامها".