نجحت الحكومة العراقية في إبعاد أحزاب المعارضة الكردية الإيرانية عن الحدود مع إيران إلى داخل إقليم كردستان العراق، تجاوباً مع مطالب إيران، وذلك وفقاً لخطوات تنفيذ الاتفاقية الأمنية المشتركة مع طهران الشهر الماضي.
بالنظر إلى أنّ مرشح المعارضة التركية كلجدار أوغلو يعد، حال فوزه في الانتخابات التركية، بأن يُعيد التأكيد على هوية تركيا جزءاً من حلف الناتو، وإعادة تشكيل العلاقة مع روسيا، فإنّ مستقبل التوازن التركي بين روسيا والغرب سيكون محلّ اختبار كبير.
كشف عضو بارز في البرلمان العراقي، اليوم الاثنين، عن تفاهمات نهائية بين بغداد وأربيل لإبعاد شبح تدخل بري إيراني ضد الجماعات الإيرانية الكردية التي تنشط داخل العراق، وتتهمها طهران بالوقوف وراء إذكاء الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة غربي إيران.
قصفت طائرة مسيرة إيرانية، اليوم الأربعاء، موقعين في قرية بإقليم كردستان العراق، وذلك بعد أقل من ساعتين على قصف مدفعي إيراني استهدف قرية أخرى ضمن منطقة سوران شمالي عاصمة الإقليم أربيل، دون أن تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.
توسّع في السنوات الأخيرة الوجود الكردي الإيراني والتركي المعارض داخل إقليم كردستان العراق، في حين ترد أنقرة وطهران على ذلك بالتصعيد عسكرياً، عبر التوغل البري المحدود داخل العراق والقصف الجوي والمدفعي. فأين تتوزع هذه الجماعات المعارضة داخل كردستان؟
تكررت أخيرا عمليات القصف التي تتعرض لها قرى حدودية عراقية مع إيران، واقعة ضمن حدود إقليم كردستان، بواسطة المدفعية والطائرات الإيرانية، تحت ذريعة استهداف مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة التي تنشط بتلك المناطق، في ظل صمت الحكومة العراقية.
لا ترغب إيران في تعاظم الدور التركي في شمال سورية وشرقها، لكنها تتعامل مع العملية التركية ضد الأكراد شرقيّ الفرات بهدوء، عبر التذكير بموقفها بـ"معارضة أي تدخل عسكري أجنبي في سورية من دون موافقة النظام".
لا تزال الخلافات بين الأحزاب العراقية، ومن جميع الأطياف، تلقي بثقلها على تشكيل الكتلة النيابية الكبرى. ففي الوقت الذي لا يزال الخلاف يعصف بين التحالفات الشيعية، لم تجتمع الأحزاب السنية على رأي واحد، فيما يضغط الأكراد للحصول على مكاسب.
كان الوجود الإيراني في سورية ضرورةً روسيةً، وحاجةً لا يمكن الاستغناء عنها، فقواتها هي التي تقاتل على الأرض، وتسيطر على مناطق المعارضة، على الرغم من أنه كان يُبرز، في نهاية المعارك، وجود "الجيش العربي السوري".
الحرب التي اندلعت في شهر يونيو/ حزيران 2014 ضد تنظيم "داعش" الإرهابي أتاحت لإيران توسيع تأثيرها في سورية والعراق، تلك الخلاصة التي يحاول مقال طويل في صحيفة "لوموند" تحليل مساراتها.