لا يعاني الفلسطيني الذي يواجه حرب الإبادة اليوم من الصهيوني فحسب، بل أيضًا من أشقائه العرب الذين تخلّو عنه وتحالفوا مع عدوّه ومنحوه الأمان لمواصلة حربه.
إضافة إلى الأعطاب التي ألحقتها المقاومة بجيش الاحتلال الإسرائيلي وصورته، فإنّ زوال الغطاء الدولي عنه وبدء تخلّي بعض القوى عن حمايته قد يعني بداية النهاية.
"لقد جئت أمامكم ليس فقط وزيراً لخارجية الولايات المتحدة، ولكن أيضاً يهوديّاً"، هذا ما قاله وزير الخارجية الأميركي، بعد "طوفان الأقصي" مشهرًا يهوديته وهويته.
لكن اليوم؛ بعد مرور أكثر من 76 عامًا على إقامة دولة الاحتلال، لم تفشل الحركة الصهيونية في إنهاء الفجوات بين الشرقيين والغربيين فقط، بل ازدادت الانقسامات.
برنامج غير معتمد في أي مجتمع فلسطيني، لا في الوطن ولا في الشتات باستثناء غزة، مما يفك شيفرة إبداع جيل غزة معجزة الصمود والمقاومة، ومواجهة أحد أكبر جيوش المنطقة.
أظهر مقطع فيديو بصق عشرات الإسرائيليين المتطرفين بشكل مستفز نحو المسيحيين والكنائس في القدس المحتلة. وتنتشر ظاهرة الكراهية بسرعة في المدينة المقدسة ومناطق أخرى، بما في ذلك حيفا التي شهدت في الآونة الأخيرة حالات تدنيس متعددة للكنائس.
جلَّ الدول العربية والإسلامية لا تفصل بين الفضائين الديني والسياسي، إذ إنها تمارس، عمليّاً، نوعاً من التأميم للدين في سياق تعزيز شرعية الحكم، أو قل الطغيان. كما أنها توظّفه آلية إخضاعٍ ذاتي وتلقائي للجماهير المسحوقة.
على خلفية الأزمة التي تعيشها إسرائيل اليوم، يستعيد كُتّاب ومحللون كثيرون وقائع من الماضي سلّطت الضوء فيما يشبه النبوءة على الواقع القائم في الوقت الحالي، سواء الذي تسبّب بالأزمة الراهنة، أو الذي فيه ما يفسّر اصطفاف المعسكرات المتخاصمة اليوم.