اتبعيه بضعف أول كائن حي

03 ابريل 2018
(الشاعرة، تصوير: هندريك أوسولا)
+ الخط -

على ضفاف نهر إماجوجي

يلتقط سيزيف الصغير
حجارةً من الأرض ويلعب بها.
شوارع، منازل، سيارات.
ضوء معتدل ورقيق في شَعره،
هبّات نسيم. الأحجار الأصغر
يمكن وضعها فوق الأحجار الكبيرة،
هكذا يتكوّن برج. ثم يلقي كل شيء
على الأرض ويضحك.
الأطفال الآخرون لا يريدون
اللعب معه. بعض الفتيات نعم.
ذات الشعر الطويل.
يجد سيزيف حجراً
جميلا بشكل خاص، لونه وردي ناعم
مع خطوط واضحة. يترك هذا الحجر جانباً،
يضعه في جيبه، لا يريه لأحد. كلاهما سينموان
ويكبران معاً.

■ ■ ■


هبطتْ

غيوم منخفضة هبطتْ ليلا إلى غاية المدخنة والسقف، نزلت إلى سطح الأرض، لتلفّ جذوركِ الجافة في ليونتها الغضة. الفروع كانت تخدش النوافذ مثل رُسلِ الموتى، الذين أدرت لهم ظهرك.
الصباح يستيقظ في الظلام. تدخل بألم إلى المتحف الفارغ لليوم الجديد. كل شيء يريد أن يظهر من جديد ببطء على شاشة جسمك: النواحي البسيطة للأشياء، الرائحة الرطبة للمطبخ دون تدفئة، والشائعات الأولى. أنتِ تسمحين لها بالوصول، وبذلك تمنحين الأيام مسافتكِ الخاصة.

■ ■ ■


على غير هدى

ربما أودّ أن أتمزّق مثل قمر مكتمل بنفسه
في السماء الورقية. أودّ أن تسيلي فيّ كما يسيل الماء في إناء لا قعر له، أن تملئي كل الشقوق
والمخابئ. تتفكّك الشبكات وتغرق فيكِ دون صخب – سفراء نعمة مثلجة، إصبع
على الشفتين. جذور الظلام في نواة القصيدة، نواة
الإنسان والليل على ضفاف تلك الهاوية البعيدة، يرشدك على طول الطريق عجوزٌ أصمّ وأبكم برائحة فمه النتنة. اتبعيه
بخطوات ثابتة على غير هدى مثل فانوس دون إشعال،
بضعف أول كائن حي.

■ ■ ■


شفرة المنجل الكبير

أنا لا أعرف من أين ورثت العينين – من النجوم أم من شفرة المنجل الكبير. أنا بسيطة مثل ساق نبتة مبلّل في الريح، فارغة مثل صدفة تتذكّر حياتها السابقة.
حمولة خيوط عنكبوت ضد الجسم، هذا الخيط السميك الخفيف، العتبة الواسعة للأيام.
صمتي هو صمت شارع بيتي في الليل - تماماً مثل المصباح الضبابي الذي يسميه الطفل بعناد: القمر.


* Carolina Pihelgas شاعرة إستونية من مواليد عام 1986. أصدرت خمس مجموعات شعرية، آخرها "تفاصيل ما هو مظلم" التي نشرت عام 2017 ومنها أُخذت القصائد التي نقدّمها هنا.
** ترجمة: إبراهيم اليعيشي

المساهمون