يُؤنِسُني الأصدقاء المبتسمون
المتفائلون
والمتشائمون. فهُم أصدقائي أيضاً
أصحابُ النصوص الطويلة،
المملّةِ أحياناً
أو القصيرةِ إلى درجة اختلال المعنى
الشاعراتُ الجميلات.
الشاعرات الجيّدات أيضاً
العابِسون.
أصحابُ المواقف الجادّة والحادّة.
وأصحاب النكات البذيئة
الذين تضيء مصابيحُهم الخضراء آناء الليل وأطراف النهار
كأنهم غير معنيّين بمعاهدة كيوتو
ومع أني أظلُّ صامتاً إذ أجوس بين الجدران
وأتقشّف في إعجاباتي مثل عجوزٍ اسكتلندي،
أنكز الأصدقاء بلا تماطل
حين يستغيثون.
أُرسل التعازي
للذين يفقدون قريباً
أو حيواناً أليفاً.
والتهاني
للمتزوّجين حديثاً
ولأولئك الذين تزوّجوا في نهاية الصيف، أي حين كنتُ غائباً
أقصد حين كان النت غائباً.
أُواسي الأزواج المنفصلين حديثاً
وأبذُل نصائحي للمقبِلين على الانفصال
أُقدّم خدماتي في الغرف المغلقة
إذ لا أريد أن أجعل من مشاعري وتجاربي قضيّةً عامّة
في ساعات الدوام، وعلى السرير
أرقُب ألفَين وثمانمائة وأربعين رجلا وامرأة وطفلا وهُم يصرخون
يضحكون
ينشجون
أرقُبهم وهم يتزايدون
وهُم يتناقصون
لكنني لستُ المتعقِّب الوحيد ها هنا.
أُغلق الصفحة ثم أعود لفتحها
أفتحها ثم أعود لإغلاقها
أُغمض عينيّ، ونظراتُهم لا تزال تحدّق فيّ
لست أنانياً
غير أن غرفتي الصغيرة لا تتحمّل أنفاس ألفَين وثمانمائةٍ وأربعين رجلا وامرأة وطفلا
بعضُهم غريب الأطوار.