انتهت حفلة الموت

04 مايو 2015
كتمندو بعد الزلازل
+ الخط -

من الأخضر الممتد في عقلي، حتى خطوط التلال الزرقاء لما أفكّر فيه، إلى الظلام المضيء لشجرة الوقت. كل هذا في مساء واحد ومتتابع، وأتساءل. كيف أن اليوم المسنّ تسلق التل متكئاً على عصا. لماذا يهبط مرة أخرى؟ إلى المنحدر الذي يُعتم، حيث الوقت يمشي على أطراف أصابعه، يلمّ بضاعة الشمس التي لم يشترها أحد، يغلق مستودعات الضوء، بعض منه اتسخ بعد أن وقع في بركة العتمة، بالكاد وقف قبل أن ينزلق أسفل عمود إنارة.

(من قصيدة "اليوم العجوز")

***

الليالي في عراكها قفزت فجأة من النوافذ المشبّكة. عصابات الظلام بستراتها السوداء، بستراتها الرمادية، تجلس على مقدمة سيارة أجرة سوداء، بالأحذية السود رافعين رؤوسهم ويداً واحدة عالياَ. في وضح النهار الليالي الشجاعة تتمشى في الطريق. وحين يراهم المارة يحسبونهم نهر من القطران المصهور. إشارة المرور تقف كعمود كهرباء، وتفكر بينما الشرطي في اليوم الوطني يشير للمواكب أن تمضي قدماً قبل الضوء الأخضر. على هذا النحو تكمل الليالي رحلتها الخطرة على الأقدام وتقطع الطريق بكرامة.

(من قصيدة "نهر وشجرة بوذية")

***

كومة من الأجساد، ميتة. مثل حزمة قش في زاوية، انتهت حفلة الموت. مبعثرة الجثث.. فوق عربات الوقود وغرف الغاز ودرّاسات القمح وقاطرات السكة الحديدية. شاءت أم أبت، الحياة المنبوذة تزحف مثل يرقة في هذه الليلة المفزعة. زلزال وسخط، سخط وزلزال.

(من قصيدة "قصة ليلة مريضة")

***

أنتظر طيلة اليوم في طابور الغازولين، أحمل الضوء في وعاء صغير وأكثر منه أحمل عتمة في وعاء كبير. في المساء، أسير على وتيرة الظلام، عائداً إلى البيت من البازار الآسيوي إلى "باتان" في فاصل لعبة الغميضة بين الليل والنهار. سحلية السماء فوقي تبدل ألونها من الأحمر إلى الأصفر إلى الأسود إلى الأزرق. هذه الحقيقة تشتعل في اللوحة المرسومة في عقلي وتواصل الاحتراق داخلي، الآن السماء الزرقاء المبتسرة حين استحضرها تتحول ببطء إلى بركة من الأزرق المسود المخيف.

(من قصيدة "الموكب الأزرق")

***

أنا ميت، في حياة كلها لها. جثة باردة هي، لكنها حيّة في موت كله لي، فقط لي. السماء المزينة بأوراق قرمزية في الصباح تتكرر في المساء. بقايا جسد مختلطة بالتربة السوداء تزهر بلا بذور في هذا الأصيص الذي يختنق كل ليلة بالفاجعة. ويشحب من قبلتيّ ندى.

(من قصيدة "قرمزية")


ترجمة عن الإنجليزية: نوال العلي
المساهمون