أصبحت الإسلاموفوبيا، أو كراهية الإسلام، واقعاً عالمياً يجب التصدي له وتجريمه، ومواجهة أي سلوك، أو دعوات، ضد المسلمين، في أي مكان كانوا. وهنا يجب التصدي لما تقوم به السعودية والإمارات، باعتبارهما دولتين قائدتين في تعزيز هذه الظاهرة.
فُرضت الحرب على إيران فرضاً، بينما أحكمت أميركا عليها الحصار والملاحقة الدولية عشرات السنين، لكن النظام الجديد والدولة تجاوزا كل هذه الأحداث التي لو فرضت على دولة عربية لانهارت في بضع سنين، وربما أشهر قليلة.
الحصار وصناعة قوائم إرهاب لا ينتج عنها إلا تقوية الطرف المحاصر، وجعله أكثر اعتمادا على نفسه، من حيث إنتاج السلاح وتوفيره، أو إنشاء أذرع أخرى وتقويتها، وفي دول جديدة. وحدث هذا مع إيران، وحزب الله، ومع جماعة الحوثي ومع قطر.
الاحتفال بذكرى تأسيس إسرائيل علانية في قلب ميدان التحرير في القاهرة بمثابة وفاة للثورة المصرية التي كان أحد أسبابها الأساسية علاقة حسني مبارك بإسرائيل، وإهانة متعمدة من الكيان للشعب المصري ورسالة مفادها "نقول لكم إننا نحتفل بنكبتكم في أهم ميادينكم"!
لم يبق أمام السيسي أي فرصة للنجاح، فالنجاح لايأتي ممن خان وطنه إطلاقا. ليس أمامه إلاعملية إلهاء قبيحة، تارة بأمناء الشرطة، وأخرى بتوفيق عكاشة. لكن، يوما ما لن يجد أمامه سوى الشعب المصري كتلة واحدة ستنسف المعبد على من فيه.
تستعر وحشية "30 يونيو" في وقت يسقط فيه الانقلاب العسكري على كل الأصعدة، ولا يتقدم خطوة إلى الأمام، إذ بعد عامين ونصف من وأد الثورة المصرية، تبخرت أحلام أجهزة الأمن المدفوعة من الخارج ووعودها، لتؤكد أن نسف النظام مسألة وقت.
أصبح نظام السيسي بوحشيته وعنصريته وفشله عبئا، ليس على مصر وحدها وإنما على العالم أجمع، لذا يتوجب على رعاته أن يتركوه وحيدا دون دعم ليقرر الشعب المصري وحده مصيره، لكن هل تجري السياسة الدولية بهذه المثالية؟! بالقطع لا.
يكاد يكون عبدالفتاح السيسي هو الحاكم الوحيد فى التاريخ، الذى فرض العالم عليه حصارا دون الحاجة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، أو الدخول فى حروب طاحنة والقيام بعمليات تهدد السلام العالمي، أو حتى مواجهة الغرب وابنته المدللة اسرائيل.
تقول الخبرة المكتسبة من سنوات تالية للثورة المصرية أن نظام الدولة العميقة الذى أسس للانقلاب العسكري، لم ينجح فى شيء مثلما نجح فى استخدام العلاقات العامة والدعاية، فوظف الأحداث لصالحه، بينما أخفق فى كل ما عداها.
تجيش الدولة لحفلة تزييف وعي ماجنة، بينما يجلس فى هذا الطقس الحار نحو 60 ألف من الأبرياء، معظمهم من الشباب والشيوخ والبنات، في معتقلات "30 يونيو" ومقابرها، يموت منهم كثيرون، قبل أن يصلوا إلى الموت بقرارات قضاة القتل في مصر.