19 مارس 2019
نظام تحت الحصار
أحمد القاعود (مصر)
يشتد الحصار يوميا على نظام 30 يونيو في مصر، محلياً أكان أم دوليا، وشيئاً فشيئاً، يجد الحكم العسكري في مصر نفسه محاصراً ومعاقباً، جرّاء غبائه منقطع النظير، وفشله الذريع فى كل الملفات، وفي مقدمتها الاقتصادية.
وعلى الرغم من أن النظام يملك كل مقومات النجاح، بدءا من وسائل وأجهزة الدعاية والتعبئة العامة، وهي تضم كل الأساليب غير الأخلاقية لدعم النظام، وتشويه الخصوم ونهشهم، حتى لو كانوا من صناع 30 يونيو، بالإضافة إلى مؤسسات الدولة جميعها، وفي مقدمتها قوى الأمن والجيش التي تحولت من خدمة الوطن لخدمة عصابة حاكمة، فذلك كله لم يجعل النظام الحاكم وحكومته تتقدم في أي مجال، بخلاف خدمة أصحاب المصالح فقط، وهي بالضرورة مصالح غير نزيهة.
كان آخر هؤلاء كبار الإقطاعيين الجدد فى مصر من صناع الحديد الذين خفضت لهم الحكومة أسعار الغاز الطبيعي المستخدم فى مصانعهم، بينما رفعت أسعاره، كما بقية منتجات الطاقة للمواطن الفقير الذي لا تذكره الدولة إلا عندما يطلب منه الرقص فى لجان انتخابية، لدعم عصابات الحكم والتحكم.
يجد المواطن المصري، خصوصاً المؤيد للنظام والمسبّح بحمده، والذي يتلقى رسائله الإعلامية، عبر سموم ما تسمى قنوات التلفزة نفسه محاصراً بالحقائق التي لا يمكنه تكذيبها، حتى لو ألغى عقله تماما، فبعد نحو ثلاث سنوات من عملية خداع، فاجر للمصريين، وحشد قطاع من الرؤوس، لإسقاط الحكم المنتخب والديمقراطية الوليدة، تنفيذاً لأجندات خارجية وأخرى داخلية عميلة، يتضح أن هناك عملية واسعة من التزييف والعدوان على كرامة الإنسان، بالإيحاء أن هناك هدفا وطنيا للحكم العسكري، بينما الواقع يقول إن عملية سطو إجرامية تمت بحق المصريين، صودرت فيها الكرامة والحرية، مثلما صودرت موارد الدولة لفئات بعينها، في مقدمها الجيش والقضاء ورجال أعمال انتهازيون وفسدة.
لم تفلح حتى الآن، ولم ينجز أي مشروع أعلن عنه العسكر، بدءا من فضيحة جهاز علاج الإيدز الذي تبنته القوات المسلحة وفضح مصر في العالم كله، ومرورا بالمليون وحدة سكنية التي أعلن رسميا أنها لن تنفذ، والمليون ونصف فدان الذي تم السطو على أراضيه المستصلحة منذ عهد حسني مبارك، وحتى قناة السويس التي كانت سببا رئيسيا فى الأزمة الاقتصادية وأزمة الدولار، والذي رفع سعره ليصبح رسميا بـ 9 جنيهات إلا قروشا قليلة، أي أن قيمة الجنيه انخفضت بنحو الثلث منذ وقوع الانقلاب، حيث كان وقتها الدولار يساوي 6.50 جنيهات.
بخلاف الفشل الاقتصادي المريع، والذي يبشر بمستقبل مظلم للمصريين، يستطيع المارة على كباري القاهرة أن يلحظوا شيئا من تربة نهر النيل بعد انخفاض منسوبه، وبينما تعلن إثيوبيا عن عزمها بناء سد جديد على النهر لتوليد الطاقة الكهربائية وتصديرها إلى أفريقيا، ينتظر المصريون نتيجة خيانة قائد الانقلاب تهديداً وجودياً، سيحيل حياتهم جحيما، خصوصاً وأن ثقافة التوفير لم تتمكن منهم بينما لا توجد دولة أو حكومة تحمي مواردهم القليلة، بل على العكس من ذلك تسمح لعصابات بعينها باستغلالها والاتجار فيها.
يفقد الانقلاب العسكري احترامه، والتعويل عليه بين كفلائه سواء فى الخليج أو الغرب، فهذا الحكم البائس الذي عول عليه كثيرا ليكون مخلصا للكفلاء، اتضح أنه انتهازي فى المقام الأول، ومنبطح كل الانبطاح للكيان الصهيوني الذي يعد مرجعاً أساسياً، لكل تصرفاته وأساليب حكمه الوحشية.
وفوق هذا وذاك، فإنه يواجه بعاصفة غضبٍ أوروبي بسبب انعدام أخلاقه، وقتله مواطناً إيطالياً، من بدون وجه حق بعد تعذيبه، لا لشيء إلا لأنه يكتب عن تدهور الأوضاع فى هذا البلد المنكوب.
لم يبق أمام السيسي أي فرصة للنجاح، فالنجاح لا يأتي ممن خان وطنه إطلاقا. ليس أمامه وأمام نظامه إلا عملية إلهاء فجة وقبيحة، تارة بأمناء الشرطة، وأخرى بتوفيق عكاشة، وثالثة بأحمد الزند. لكن، يوما ما لن يجد أمامه سوى الشعب المصري كتلة واحدة ستنسف المعبد على من فيه.
وعلى الرغم من أن النظام يملك كل مقومات النجاح، بدءا من وسائل وأجهزة الدعاية والتعبئة العامة، وهي تضم كل الأساليب غير الأخلاقية لدعم النظام، وتشويه الخصوم ونهشهم، حتى لو كانوا من صناع 30 يونيو، بالإضافة إلى مؤسسات الدولة جميعها، وفي مقدمتها قوى الأمن والجيش التي تحولت من خدمة الوطن لخدمة عصابة حاكمة، فذلك كله لم يجعل النظام الحاكم وحكومته تتقدم في أي مجال، بخلاف خدمة أصحاب المصالح فقط، وهي بالضرورة مصالح غير نزيهة.
كان آخر هؤلاء كبار الإقطاعيين الجدد فى مصر من صناع الحديد الذين خفضت لهم الحكومة أسعار الغاز الطبيعي المستخدم فى مصانعهم، بينما رفعت أسعاره، كما بقية منتجات الطاقة للمواطن الفقير الذي لا تذكره الدولة إلا عندما يطلب منه الرقص فى لجان انتخابية، لدعم عصابات الحكم والتحكم.
يجد المواطن المصري، خصوصاً المؤيد للنظام والمسبّح بحمده، والذي يتلقى رسائله الإعلامية، عبر سموم ما تسمى قنوات التلفزة نفسه محاصراً بالحقائق التي لا يمكنه تكذيبها، حتى لو ألغى عقله تماما، فبعد نحو ثلاث سنوات من عملية خداع، فاجر للمصريين، وحشد قطاع من الرؤوس، لإسقاط الحكم المنتخب والديمقراطية الوليدة، تنفيذاً لأجندات خارجية وأخرى داخلية عميلة، يتضح أن هناك عملية واسعة من التزييف والعدوان على كرامة الإنسان، بالإيحاء أن هناك هدفا وطنيا للحكم العسكري، بينما الواقع يقول إن عملية سطو إجرامية تمت بحق المصريين، صودرت فيها الكرامة والحرية، مثلما صودرت موارد الدولة لفئات بعينها، في مقدمها الجيش والقضاء ورجال أعمال انتهازيون وفسدة.
لم تفلح حتى الآن، ولم ينجز أي مشروع أعلن عنه العسكر، بدءا من فضيحة جهاز علاج الإيدز الذي تبنته القوات المسلحة وفضح مصر في العالم كله، ومرورا بالمليون وحدة سكنية التي أعلن رسميا أنها لن تنفذ، والمليون ونصف فدان الذي تم السطو على أراضيه المستصلحة منذ عهد حسني مبارك، وحتى قناة السويس التي كانت سببا رئيسيا فى الأزمة الاقتصادية وأزمة الدولار، والذي رفع سعره ليصبح رسميا بـ 9 جنيهات إلا قروشا قليلة، أي أن قيمة الجنيه انخفضت بنحو الثلث منذ وقوع الانقلاب، حيث كان وقتها الدولار يساوي 6.50 جنيهات.
بخلاف الفشل الاقتصادي المريع، والذي يبشر بمستقبل مظلم للمصريين، يستطيع المارة على كباري القاهرة أن يلحظوا شيئا من تربة نهر النيل بعد انخفاض منسوبه، وبينما تعلن إثيوبيا عن عزمها بناء سد جديد على النهر لتوليد الطاقة الكهربائية وتصديرها إلى أفريقيا، ينتظر المصريون نتيجة خيانة قائد الانقلاب تهديداً وجودياً، سيحيل حياتهم جحيما، خصوصاً وأن ثقافة التوفير لم تتمكن منهم بينما لا توجد دولة أو حكومة تحمي مواردهم القليلة، بل على العكس من ذلك تسمح لعصابات بعينها باستغلالها والاتجار فيها.
يفقد الانقلاب العسكري احترامه، والتعويل عليه بين كفلائه سواء فى الخليج أو الغرب، فهذا الحكم البائس الذي عول عليه كثيرا ليكون مخلصا للكفلاء، اتضح أنه انتهازي فى المقام الأول، ومنبطح كل الانبطاح للكيان الصهيوني الذي يعد مرجعاً أساسياً، لكل تصرفاته وأساليب حكمه الوحشية.
وفوق هذا وذاك، فإنه يواجه بعاصفة غضبٍ أوروبي بسبب انعدام أخلاقه، وقتله مواطناً إيطالياً، من بدون وجه حق بعد تعذيبه، لا لشيء إلا لأنه يكتب عن تدهور الأوضاع فى هذا البلد المنكوب.
لم يبق أمام السيسي أي فرصة للنجاح، فالنجاح لا يأتي ممن خان وطنه إطلاقا. ليس أمامه وأمام نظامه إلا عملية إلهاء فجة وقبيحة، تارة بأمناء الشرطة، وأخرى بتوفيق عكاشة، وثالثة بأحمد الزند. لكن، يوما ما لن يجد أمامه سوى الشعب المصري كتلة واحدة ستنسف المعبد على من فيه.