الفاجعة بينت قوة الدولة العميقة للإمامة والكهنوت، الدولة التي ظلت تنخر في مفاصل الدولة ومؤسساتها، وكشفت عن أنيابها في 21 أيلول الأسود، لتواجه شعباً رافضاً ومقاوما لها في كل المدن، بمساندة تحالف عربي، أدرك أن الأمور لن تتوقف عند اليمن.
كانت تعز القداحة التي انطلقت منها شرارة الثورات والتحولات التي انعكست على واقع كل اليمن، ذلك أن مشاريع تعز كانت وطنية بامتياز، ما تلبث أن تجوب البلاد طولاً وعرضاً، لتصبح ثورة وانتفاضة عارمة.
فتحت هذه الجماعة ثقوباً غائرة في جدار النسيج الوطني، ربما لن تندمل لعقود، فتحت أبواباً من الثأر والانتقام لهذه السلالة الي أدخلت الأحزان إلى كل بيت، وسفكت الدماء البريئة في أغلب المدن اليمنية.
اليوم كثيرون ممن سكتوا، أو أيدوا ضمنياً، الاجتياح المسلح وانهيار الدولة في العاصمة صنعاء، يكتوون بنار هذه المليشيا، وأصبح الجميع في مرمى النار للجماعة المسلحة القادمة من كهوف التاريخ.