25 سبتمبر 2015
صنعاء التي لم نعرفها
خالد اليافعي (اليمن)
لم يمر على العاصمة اليمنية، صنعاء، هكذا حال، غادرت فيه أسوار التاريخ، تاركة وراءها صورة كئيبة لم يعهدها اليمنيون خلال عقود، حيث أصبحت العاصمة مكاناً طارداً لكل العقول والنخب السياسية والصحفيين ورجال الإعلام، بل أصبحت طاردة كل مقومات الحياة، أصبحت مثل طفلة يتيمة تائهة في رمال الصحراء، خائفة تترقب حزينة كئيبة، كساها الليل أثواب الحداد.
صنعاء أصبحت كالتي لم نعرفها يوماُ، كل أساسيات الحياة ومقوماتها التي كانت موجودة، مع نقصها وعدم كفاءتها، لم تعد موجودة، كل الخدمات الأساسية (ماء، كهرباء، مشتقات نفطية... إلخ) اختفت، بل حتى اختفت مظاهر حياة الإنسان، فالناس كل يوم في هجرة عكسية لحاضرة اليمن، حتى من المواطنين الذين لا شأن لهم بالسياسة، عندما أصبحت العاصمة مكاناً للرعب والخوف، وربما مفارقة الحياة في أي لحظة، ومن دون أي سبب أو مقدمات.
هكذا هي الحياة، عندما تحكم المليشيا والعصابات المسلحة، حيث لا حياة، فعندما تصادر الحرية والكرامة و الحق في الأمن (أغلى ما يملك الإنسان) تصبح الحياة مجرد سجن كبير، لا تنتهي فيه الأهوال، والتي تجعل الإنسان يتمنى مغادرتها، حتى لو كان الثمن هو الإنسان نفسه.
الحياة في فكر الجماعات المسلحة قائمة على فكر العبودية، والتي تعني أن يظل الناس فيها مجرد رهائن وأرقام لديها، ومن يخالف الأوامر، أو يتجرأ أن يقول الحقيقة، فما أسهلها من مهمة، لإسكات هذا الصوت الجريء، مجرد رصاصة تخترق ذاك الجسد لتغادر منه الحياة، وليكن عبرة لمن أراد أن يتنفس، أو ينطق بحروف تنتمي إلى الحرية.
عندما تحتل المليشيا المدن، تختفي كل مظاهر الحياة، تختفي كل صور النظام والقانون، تختفي المدنية والدولة، وتنطق شريعة الغاب، شريعة السلاح والبارود وأزيز الرصاص.
الشوارع خالية، المحلات مغلقة، الشركات والمؤسسات أقفلت، أو سرحت عمالها إلى أجل غير معلوم، مظاهر الحياة شبة معدومة، المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية مطاردة وملاحق أعضاؤها، لا شيء يوحي بالحياة سوى أزيز الرصاص ورائحة البارود التي تفوح منه رائحة الموت .
هذا حال صنعاء، والحال في باقي المدن المدنية أسوأ وأشد إيلاماً، ليس للذين خرجوا في ثورة فبراير 2011 وأحلامهم المغدورة، بل حتى للمواطن البسيط الذي طالما حلم أن يرى دولة تقوم بواجباتها، وتتحمل مسؤولياتها، من أجل هذا المواطن الذي من جبينه وخيرات أرضه ووطنه، تضخ ميزانيتها، بما فيها من مؤسسات ووزارات ومرافق حكومية.
واهم من يظن، بحسن نية أو سوئها، أن جماعة مسلحة مستندة على خرافة لا تنتمي إلى نظام، أو قانون، يقودها مجموعة من الجهلة، تعيش على وقع السلاح يمكن أن تبني دولة، أو تعيش في ظل النظام والقانون.
شخصيات كثيرة وبعض الأحزاب سكتت عن، بل ربما أيدت، سقوط عمران، واجتياح العاصمة صنعاء، واهمة أن هذه الجماعة المسلحة سيتكوي بنارها فصيل بعينه، أو حزب أو فئة بعينها، لكن همجية المليشيا و العصابات المسلحة أسوأ بكثير، فالعصابات المسلحة لا تعرف أخلاقاً، ولا تفي بعهد، ولا تلتزم باتفاق، والواقع المعاش خير دليل .
اليوم كثيرون ممن سكتوا، أو أيدوا ضمنياً، الاجتياح المسلح وانهيار الدولة في العاصمة صنعاء، يكتوون بنار هذه المليشيا، وأصبح الجميع في مرمى النار للجماعة المسلحة القادمة من كهوف التاريخ.
لا خيار أمام اليمنيين سوى الوقوف ومواجهة هذه المليشيا، فالثمن في حالة المواجهة أقل بكثير من الرضوخ و الاستكانة، يكفي الإنسان أن يناضل ويكافح، من أجل أن يعيش حياة كريمة، أو ليمت رافعاً رأسه، لم ينحن لغير الله.
هكذا هي الحياة، عندما تحكم المليشيا والعصابات المسلحة، حيث لا حياة، فعندما تصادر الحرية والكرامة و الحق في الأمن (أغلى ما يملك الإنسان) تصبح الحياة مجرد سجن كبير، لا تنتهي فيه الأهوال، والتي تجعل الإنسان يتمنى مغادرتها، حتى لو كان الثمن هو الإنسان نفسه.
الحياة في فكر الجماعات المسلحة قائمة على فكر العبودية، والتي تعني أن يظل الناس فيها مجرد رهائن وأرقام لديها، ومن يخالف الأوامر، أو يتجرأ أن يقول الحقيقة، فما أسهلها من مهمة، لإسكات هذا الصوت الجريء، مجرد رصاصة تخترق ذاك الجسد لتغادر منه الحياة، وليكن عبرة لمن أراد أن يتنفس، أو ينطق بحروف تنتمي إلى الحرية.
عندما تحتل المليشيا المدن، تختفي كل مظاهر الحياة، تختفي كل صور النظام والقانون، تختفي المدنية والدولة، وتنطق شريعة الغاب، شريعة السلاح والبارود وأزيز الرصاص.
الشوارع خالية، المحلات مغلقة، الشركات والمؤسسات أقفلت، أو سرحت عمالها إلى أجل غير معلوم، مظاهر الحياة شبة معدومة، المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية مطاردة وملاحق أعضاؤها، لا شيء يوحي بالحياة سوى أزيز الرصاص ورائحة البارود التي تفوح منه رائحة الموت .
هذا حال صنعاء، والحال في باقي المدن المدنية أسوأ وأشد إيلاماً، ليس للذين خرجوا في ثورة فبراير 2011 وأحلامهم المغدورة، بل حتى للمواطن البسيط الذي طالما حلم أن يرى دولة تقوم بواجباتها، وتتحمل مسؤولياتها، من أجل هذا المواطن الذي من جبينه وخيرات أرضه ووطنه، تضخ ميزانيتها، بما فيها من مؤسسات ووزارات ومرافق حكومية.
واهم من يظن، بحسن نية أو سوئها، أن جماعة مسلحة مستندة على خرافة لا تنتمي إلى نظام، أو قانون، يقودها مجموعة من الجهلة، تعيش على وقع السلاح يمكن أن تبني دولة، أو تعيش في ظل النظام والقانون.
شخصيات كثيرة وبعض الأحزاب سكتت عن، بل ربما أيدت، سقوط عمران، واجتياح العاصمة صنعاء، واهمة أن هذه الجماعة المسلحة سيتكوي بنارها فصيل بعينه، أو حزب أو فئة بعينها، لكن همجية المليشيا و العصابات المسلحة أسوأ بكثير، فالعصابات المسلحة لا تعرف أخلاقاً، ولا تفي بعهد، ولا تلتزم باتفاق، والواقع المعاش خير دليل .
اليوم كثيرون ممن سكتوا، أو أيدوا ضمنياً، الاجتياح المسلح وانهيار الدولة في العاصمة صنعاء، يكتوون بنار هذه المليشيا، وأصبح الجميع في مرمى النار للجماعة المسلحة القادمة من كهوف التاريخ.
لا خيار أمام اليمنيين سوى الوقوف ومواجهة هذه المليشيا، فالثمن في حالة المواجهة أقل بكثير من الرضوخ و الاستكانة، يكفي الإنسان أن يناضل ويكافح، من أجل أن يعيش حياة كريمة، أو ليمت رافعاً رأسه، لم ينحن لغير الله.