لم تحرمنا "نكبة 48" من بيوتنا وقرانا فقط، بل من الحكايات التي رويت في الحوش الذي يجمع بيوتاً متراصة، ترويها راوية بارعة بذاكرة قوية تحفظها أمّاً عن جدّة
لاحقاً تعرّفتُ أكثر على هرتسل وبلفور وأتباعهما، وفهمت أن هذه الأسماء ليست فقط أسماء شوارع الحي الذي سكنته في طفولتي، إنما هي أسماء كلّ مَن كان السبب في كل المصائب والنكبات والنكسات في بلادي.
كنّا نجلس على الأسوار المحيطة بساحة الفرح أو قرب الشبابيك المطلّة على غرفة الصالون، لنستمتع بمراقبة الحدث ولنسمع أغاني ونراقب تصرفات الكبار المضحكة في كثير من الأحيان، لنقلّدها لاحقاً.
تعمّقت أكثر في السعي إلى بلورة هويّتنا الفلسطينية الحديثة، تلك التي تتميّز عن غيرها من الهويّات بأنّها تبلورت، جزئياً، من خلال نصوص أدبية وحكايات شعبية، في ظلّ غياب الاستقلال الذاتي، في أيّ من أماكن تواجد الفلسطينيين في فلسطين والشتات.